تمثل التصريحات الأمريكية الأخيرة بشكل عام وتصريح وزير الخارجية بشكل خاص حول المستوطنات وأنها لا تتعارض مع القانون الدولي ظاهرة جديدة في السياسية الأمريكية تتمثل في عدم احترام الشعوب العربية بعدما كان عدم الاحترام و اللامبالة موجها للقيادات العربية
وهذه الحالة تمثل حالة متقدمة جدا وصلت لها السياسة الأمريكية من خلال تقارير تصلها عن الحالة التي وصل إليها الشعب العربي وعدم اهتمامه بالقضايا الهامة و التي تتعلق بالدين والوطن وهذه الحالة وصلت لها الشعوب العربية من خلال عمل ممنهج ومدروس بدأ بالتلاعب بالبيئة الأسرية وتفكيكها ومن ثم دخل إلى العقيدة والمعتقد والوطن حيث بدأ الحديث في أبسط القيم والتي تحولت إلى شبهات يحاسب عليها القانون بحجة حقوق الإنسان فإن طالبت الابن باحترام والديه ظن أن هذا الأمر غير حضاري وأنه بعد سن معينة لا علاقة للوالدين به، وإن طلبت من الزوجة إطاعة الزوج فسرت الأمر عبودية، و من ثم انطلق الأمر إلى الاهتمام والتركيز على الإقليمية الضيقة و زرع الشك بين الأقطار العربية فكل قطر يخشى من القطر الآخر أو إيجاد نوعا من الفوقية بين الشعوب العربية بعضها على بعض أدت إلى وجود حالة من النقص لدى العربي أينما كان تجاه السيد الغربي فخلقت حالة من الانبهار و التمني لدى معظم العرب أن يتخلص من جلده العربي وهذا ما انعكس على القضية الأولى للعرب فلم تعد تعني شيئا للشعوب العربية التي انهكها حكامها من الجوع والفقر والإذلال بل وصل الحد إلى أن يُنظر إلى العدو الصهيوني على أنه منقذ ومخلص له من الحالة التي يعيشها.
لا أريد أن أطيل في توصيف الحالة التي جعلت وزير الخارجية الأمريكي يطلق ذلك التصريح ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تشير إلى عكس ما صرح به الوزير.
ومن خلال هذه العجالة يمكن طرح العديد من الحلول التي قد تعيدنا الى ما كنا عليه منها الاهتمام بالمناهج العلمية والبحثية لمجاراة باقي الأمم و الاهتمام بالجانب القيمي والروحي للفرد من خلال العودة للمناهج التي تغرس العزة والوحدة بين أبناء الأمة والقضاء على أي مؤشر ضعف وانهزام في تلك المناهج والذي يتضح من خلال تفسير الكثير من النقاط المفصلية في تاريخنا وحياتنا بصورة تتماشى مع رغبة العدو و تخدمه في مشاريعه
كذلك إعادة منهاج القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى وتقديمها بطريقة علمية تخدم فلسطين الأرض والتراب
كما أن على القيادات الفلسطينية الابتعاد عن الاصطفافات السياسية في القضايا والصراعات العربية الداخلية؛ فمعظم اصطفافات القيادات الفلسطينية منذ أحداث أيلول إلى لبنان إلى الكويت إلى الربيع العربي كانت اصطفافات خاسرة وأوجدت نوعا من الحساسية بين الشعوب العربية والشعب الفلسطيني الشقيق.
علينا جميعا العودة وترتيب البيت العربي وفق مصالح الشعوب العربية من خلال ضغط تلك الشعوب على قيادتها وإيصال رسالة للقيادات أن الشعوب العربية على استعداد أن تعيش في أقسى الظروف من أجل البناء لجيل جديد قادر على النهوض بالأمة في مختلف نواحي الحياة وعندما نصل إلى تلك المرحلة سيأتي وزير الخارجية الأمريكي ويقول على إسرائيل أن تنسحب من كافة الأراضي العربية المحتلة.