لقد بدأ خريفُ العمر باكراً يا أبي ،فما عاد لدي متسعٌ لباقي الفصول ؛فمنذ أفلت أفلت معك الأحلام ،ولم يعد بالإمكان أن أحيا بأمان ،فماذا يفيد اللوحة إن سلبت منها الألوان !؟من يومها وأنا أغرق في بحرٍ من الأحزان ..وها هي الأعوام ! تمضي عاماً تلو العام ...فاليوم يكون قد مر على غيابك واحدٌ وعشرون عاما،عرفتُ من بعدها أنَّ الفراقَ ماهو إلا مرادف للِّقاء ...أولم ترحل ذات شتاء !ومازلت أرى وجهك محمولاً فوق قطرات الماء !
من يومها عرفتُ كم يخلق الفراق حباً وكم يحجبه طول البقاء !