هذا هو الشعب الأردني الأبي ، الشعب الذي تعلَّم في مدرسة الهاشميين على التضحية والإباء والتسامح ، الشعب الذي يقف إلى جانب بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص ، يرسم أبهى الصور في التعاضد والتسامح .
الربيع الأردني تمثَّل في فزعة وطن للمدين والأُسَر العفيفة، بمسامحة الدائن للمدين وتقديم يد العون والمساعدة للأُسَر العفيفة، ومنهم من قدَّم الشِّقة بكامل أثاثها لأسرة تحتاج الإيواء !!، شعب عظيم بأفعاله وعطائه ، شعب كبير بهِمَّته وشموخه .
شعب ما زال يُسطِّر للتاريخ معنى التكافل والتعاضد بحروف من ذهب، فأصبح الشعب المختار ، الأبي ذو الأَنَفة والكبرياء الذي إختاره الله للأرض الطهور ، الأردن الغالي .
أن يُسامح الدائن المدين ويطلب إخلاء سبيله وعدم حبسه، لم يحدث ذلك إلا من خلال الشعب الأردني العظيم ، وخلال فزعة شعبية هبَّت لنُصرة المدين وذي الحاجة، رسمت البسمة على وجوه الأطفال لم نُشاهدها من قبل على البسيطة ، دلالة واضحة على عظَمَة الشعب الأردني ، الذي يقف شامخاً إلى جانب بعضه البعض في ظروف معيشية تحتاج الفزعة للتكافل ، فما كان من التجار إلا المسامحة، الواحد تلو الآخر للمدينين ، وإحتساب أجره عند الله، الذي لا يضيع عنده مثقال ذرة.