جاء في الحديث النبوي الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
وهذا الحديث شامل كامل ومتكامل يبين أهمية التكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع الواحد وتضامنهم مع بعضهم البعض وتعبير عن التشاركية بتحمل الاعباء والمسؤوليات سواء كانت مادية أو معنوية .
نحمد الله عز وجل اننا نعيش في بلد يعتبر التكافل احد مبادئه، حيث يلتزم مواطنيه بفرض الصدقات ومساعدة الفقراء وكفالة الايتام ورعاية كبار السن انطلاقا من مبدأ كما ان للفرد حقوق فان عليه واجبات ينبغي أن يؤديها ويحسن تأديتها.
ومن المبادرات التي تركت اثرا عميقا في النفوس تلك التي اطلقتها وزارة التنمية الاجتماعية في شهر رمضان المبارك مثل مبادرة (افطارك علينا) ومبادرة (كسوة العيد) ومبادرة (احنا أخوة) وكانت جميعها تحت مظلة المبادر الكبيرة (مجتمع متكامل) واليوم كم نحن سعداء بإطلاق مبادرة (فزعة وطن) والتي أطلقت بهدف التخفيف على المتعسرين والمتعثرين ماديا حيث جسدت التلاحم والتراحم بين افراد المجتمع الواحد.
كل ما يطلق من مبادرات من قبل ابناء وطني تمثل العدالة الاجتماعية وتعزز لدينا مفهوم المواطنة الصالحة وترسم الصورة الراقية والحضارية لمجتمع متماسك قادر على تجاوز العقبات والخروج من الازمات اقوى مما كان.
ولا ننسى تلك المبادرات الفردية والتي يقدمها اصحاب الايادي البيضاء تجاه ابناء مجتمعهم من بناء للمدارس والمساجد ودور العبادة ومساعدة الطلاب وعلاج المرضى وزراعة الاشجار وتزيين الشوارع و، كل ما ذكر هو انعكاس حقيقي للقيم والمبادئ التي نشأنا وتربينا عليها بفضل ديننا الحنيف.
نرفع القبعة لكل المبادرين بزرع بذور الخير في وطن الخير والعطاء فالترابط الاجتماعي والتكافل مطلوب منا جميعا للارتقاء والتقدم والازدهار.