نيروز الاخبارية: تدافع الحكومة وشركة الكهرباء الوطنية عن نفسها حول ملف الكهرباء بطرق مغلوطة وتسويق عبارات ومعادلات مالية بعيدة كل البعد عن الدقة او الحقيقة، فكانت شركة الكهرباء الوطنية قد ادلت بتصريحات وعبر صحيفة يومية ان مشروع الصخر الزيتي سيحملها كلفا اضافية تقدر ب200 مليون دينار سنويا بدء من العام القادم 2021 وهو الامر الذي يحتاج الى توضيح وتفسير لتلك الارقام، والمواطن الاردني يستحق ان يفهم من اين تاتي الارقام التي تدلي بها الجهات الرسمية.
هل تعلم شركة الكهرباء الوطنية انها ستدفع هذا المبلغ اذا انتهى المشروع وبدأ بالعمل ولم تقم بشراء الكميات المنتجة المتفق عليها سابقا، بموجب شروط التمويل لهذا المشروع كما هو بالمشاريع الاخرى فان الممولين يفترضوا شرطا جزائيا بالاتفاقيات وذلك حفاظا على استثماراتهم وتنص الشروط انه اذا لم تقم الحكومة بشراء الطاقة المولدة فان عليها ان تدفع ما يسمى كلفة القدرة ((capacity charge والتي تغطي اقساط الممولين وليس كما تروج الحكومة وشركة الكهرباء الوطنية ان المشروع سيرتب كلفا اضافية، مما يثير الاستغراب والاستهجان حول ما تقصده الحكومة من هذا الترويج غير الحقيقي، علما ان الحكومة اذا قامت بشراء الكهرباء من المشروع فانها ستبيعه باسعار عالية وسيشكل ارباحا لها كون التعرفة الكهربائية متفاوتة في الاردن وتختلف من قطاع الى اخر، فمن الواضح من خلال هذه التصريحات ان النية مبيته للحكومة لعدم شراء الكهرباء المولدة من الصخر الزيتي لاسباب لا يعلمها احد حتى الان، وهو الامر الذي يحتاج الى ايضاح صريح لماذا لا تنوي الحكومة بشراء الكهرباء من مصدر محلي بعد ان كان المشروع امنية ومطلبا لجميع الحكومات المتعاقبة السابقة.
على الحكومة ان تعود لقرارات مجالس الوزراء السابقة حول استراتيجية الطاقة والتي كان الصخر الزيتي مطلبا اساسيا في مزيج الطاقة الكلي.
ومن التصريحات المثيرة للجدل لدى وزارة الطاقة وشركة الكهرباء الوطنية والتي تتمثل بزيادة في انتاج الكهرباء في الاردن فانه ومن باب اولى واوفر ان تقوم الحكومة بشراء الكهرباء من جميع المولدين حتى لا تتحمل شروطا اضافية واعباء اخرى كما ذكرنا سابقا، وان تقوم بايقاف بعض الوحدات في شركة كهرباء السمرا المملوكة للحكومة ولا تتحمل اعباء اضافية اذا اوقفتها لا بل تعمل على توفير اثمان الغاز الذي يولد الكهرباء في محطة السمرا وبذلك تكون المعادلة الطبيعية وايقاف الخسائر وتجنب دفع الشروط الجزائية للمولدين.
مشروع الصخر الزيتي بواسطة الحرق المباشر هو مصدر كهرباء محلي ذو ميزة فريدة تتمثل بسعره الثابت مدى الحياة والذي لايتغير بتغير اسعار النفط والغاز عالميا، اضافة الى انه يحقق الاستقلالية في ملف الطاقة تحديدا الذي انهك موازنة الدولة في السابق ابان اعتماد الاردن على الغاز المصري في توليد الكهرباء وتحول بعد ذلك للوقود الخفيف والثقيل وكانت اسعار النفط حينها مرتفعة جدا وشكل زيادة على المديونية بعد انقطاع الغاز المصري وها نحن اليوم نكرر التجربة من جديد وهذه المرة مع الاحتلال الصهيوني عبر شراء الغاز منهم.
نتيجة للظروف السياسية التي تشهدها المنطقة فان الامور غامضة وخصوصا فيما يتعلق باسعار النفط والغاز والتي بدأت تشهد ارتفاعا في اسعارها، فان مشروع الصخر الزيتي يعطي الاردن استقلالية دون الاعتماد على الاخرين ودون الحاجة للخضوع للمتغيرات الخارجية والاحداث السياسية التي دائما تعصف بالمنطقة.
مشروع الصخر الزيتي يتعرض لهجوم غير مبرر من قبل جهات غير معلومة، ومن حق المواطن ان يعرف من الجهة التي تقف للحيلولة لعدم وصول الاردن لاستقلاله في ملف الطاقة والاعتماد على موارده المحلية في توليد الكهرباء.