مع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي ، صنعَ البعضُ لأنفسهم منابر شر يهاجمون من خلالها بالتلميح والغمز والهمز واللمز كذباً وبهتاناً آخرين قد يختلفون معهم في الرأي او في اي أمر من امور الحياة المختلفة ، واستغلوا هذه الوسائل لبث سمومهم وضلالهم وكذبهم وكرههم ومكرهم وضغائنهم وخداعهم وفتنتهم وسوء نواياهم .
هؤلاء الشياطين في مجتمعات ولدوا وفي أي بيئات نبتوا وترعرعوا ، وعلى اي أرض درجوا وفي أي بيوت تربوا وفي أي مدارس تعلموا ، ومن أي كليات او معاهد تخرجوا ، ومن أي أصل وفصل ومشرب هم ، لقد نسوا الله فأنساهم أنفسهم، هؤلاء الذين إسودت قلوبهم ومضوا في غيهم وطغيانهم يعمهون، لا يردعهم رادع ، ولا ضمير عندهم ولا وازع ، ولا مبادىء ولاأخلاق تمنعهم، ولا إحسان يجيدون ولا عادات يعرفون ولا تقاليد يتقنون، ولا أعراف تثنيهم ولا أدب ولا خُلق ولا حياء يملكون ، ولا عيب يعرفون ولا مرجعية لهم ولا أهل عليهم يغارون ولا على سمعتهم يخشون ولا كبير من وذويهم يحترمون او يخافون ، ولا من أقارب وجيران يستحون.
هؤلاء الشراذم، اهل الشر ، لا يخافون الله، كاذبون وفاقدون للكرامة والعزة والشهامة والأنفة والأمانة ، فالتون وهائمون على وجوههم ، يصنعون الشر ويحيكون الغدر ويشوهون السمعة في الظلام وبعيداً عن أنظار الناس وأسماعهم دون حسيب ورقيب، ودون خوف او وجل ودون حياء او خجل ، يشتغلون بالقدح والذم والكذب والخداع والحقد والكُره والغيبة والنميمة والتشهير والتصغير .
هؤلاء الذين يعيثون في المجتمع فساداً يجب محاسبتهم ومعاقبتهم والإبلاغ عنهم والشهادة ضدهم وتقديم كل الوثائق الكاذبة وكل صنائعهم المشينة الى القضاء وتقديمهم للعدالة بسبب أفعالهم المسيئة حتى يُقطع دابر شرهم، ويتخلص المجتمع من شرورهم ،
وهم قبل إساءآتهم لغيرهم إنما يسيئون الى أنفسهم ويملؤون صحائفهم بالسيئات وسيلقون مصيرهم المحتوم في الآخرة المقرون بالخزي والعار والفحش والفجور والخيانة والندامة، وينتظرهم من ربهم عذابٌ شديدٌ بما اقترفت وكتبت أيديهم وبما كذبت ألسنتهم وبما كانوا يمكرون .