«لا تحكُم فإن أغلب أحكامك ظُلم، ولا تظن فإن بعض الظنّ إثم، اترك الخلق للخالق».
قد تختفي عن الأنظار لفترة طويلة لأنك منغمس في بحر الظروف فيبدأ الناس بلومك باستمرار على عدم التواجد والتواصل تارة وعدم احترام العلاقات الاجتماعية تارة أخرى، وذلك لأنهم غير مدركين لحجم الصعوبات والعقبات التي تمر بها.
وحين تتدافع الكلمات المحبطة والاتهامات، تُجبر على توضيح أسباب الانشغال التي كانت خارجة عن إرادتك.
وهنا وفي هذه اللحظة تبدأ بالتفكير، هل نحنُ مجبرون على تبرير أفعالنا دائماً لنتحرر من اتهامات المقربين ليتفهموا وضعنا، أم أن التبرير هو سلاح العاجز والضعيف؟
كلام الناس لا ينقص من شخصك أي شيء، ولكن الاهتمام بآرائهم هو ما يخسرّك احترامك لنفسك.
حب وتقدير الذات يعطي الإنسان طريقاً واضحاً ومتزناً، ويجعل الرؤية أكثر وضوحاً لأنها تمنح الفرد القدرة على تقبل وحب الآخرين بشكل متزن.
كما أن احترام الذات يعتمد على نظرة الإنسان لنفسه وتقديره لذاته، اللذين يجعلان منه شخصية ناجحة ومتميزة.
أما الذين يُجهدون أنفسهم، في تبرير أفعالهم وسلوكياتهم للمعنيين بهم أو أولئك الذين لا تجمعهم بهم أية صلة تجدهم يعانون من نقص في اتّزان الذات واستقرارها، والذي يؤدي إلى انعدام الثقة، فيقعون تحت سطوة العلاقات التسلُّطية.
إذاً كيف تحب وتقدر ذاتك؟
أولاً إعطاء النفس الأولوية بالاهتمام بالأحلام الشخصية وعدم إعطاء الآخرين أكثر مما ينبغي حتى لا تولّد نظرة ذاتيَّة سلبيّة تتسم بالدُّونية تجاه النفس.
كما أنه من المهم الحفاظ على الحدود الخاصة في العلاقات والتصرف بحزم مع من يخترق هذه الحدود.
وأخيراً القدرة على التعبير عن الذات والاحتياجات الشخصية بكل ثقة من غير إعطاء أية مبررات، وتذكر أن واثِق الخُطى يمشي ملكاً.