نيروز الاخبارية :- جمال أحمد (40 عاماً)، نموذج مصغّر اخر لعشرات الأسر في غزة التّي بات يَعضُّها الفقر بانيابه وتكتوي بنار الجوع والعوز وتنزلق يوما بعد آخر إلى شريحة المهمشين والمشرّدين في القطاع، التقته «البيان» على مكب النفايات شرق القطاع وهو ينبش في مكبات القمامة المتواجدة على الطريق الشرقي لغزة، يحاول البحث عن أي شيء مع تركيزه على البحث على البلاستيك لكي يجمعها ويبيعها بعد أن يكون قد ملأ عربتة التي يستخدمها في نقل ما يجمعه من بلاستيك.
يعمل الشاب خفية خوفا من مواجهة المجتمع ويشيح بوجهه عن كل المارة على الطريق، وبعد إصرار كبير للتحدث معه وحمرة الخجل على وجهه قال: إنه يعمل مع إخوته الأربعة في هذه المهنة، معتبراً أن عمله واشقاءه لا يتوافق مع نظرة المجتمع وعاداته وتقاليده ورغم ذلك يتساءل وهو يهز برأسه:«ما هو المانع أن أبحث عن مصدر رزقي في الشوارع وأمام مكبات القمامة؟» من سيحضر لأبنائي السبعة رغيف الخبز ولوالدتي العلاج اللازم؟ أعتقد أن أكبر مسؤول لا يستطيع أن يجيب على هذه التساؤلات، وهذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عليها طالما أنني لا زلت قادر على أن أعمل وأعود بقوت يومي المطلوب مني، في ظل هذا الفقر المدقع الذي تفشى في غزة كالمرض.
ويضيف إخوتي الأربعة المتزوجين باشروا عملهم برفقتي منذ عام 2014حيث أصبح لكل واحد منهم عربته الخاصة به وينتشرون في مناطق متفرقة من غزة يجمعون البلاستيك ثم يعودوا إلى البيت بعد رحلة عمل شاقة ومعهم عدد كبير من القطع البلاستيكية التي نقوم ببيعها في كل يوم.
ويتابع جمال: «عملنا في جمع البلاستيك أدى إلى تحسن مستوانا المعيشي لاسيما وأننا نسكن في منزل صغير وبداخله 35 فرداً غالبيتهم من الأطفال».
وتمنى أن تتبدل الأحوال في قطاع غزة وتتوفر فرص العمل ليعمل أشقائه في وظائف أفضل.
الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يمر بها قطاع غزة في الفترة الحالية، أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة وقلة فرص العمل، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل، وبحسب الإحصاءات الأخيرة فقد ارتفعت نسبة البطالة إلى46.6%، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل إلى 230 ألف عاطل بقطاع غزة، حيث تعتبر نسبة البطالة في غزة الأعلى عالميا.