استضافت اللجنة الثقافية في نادي الفيحاء يوم الثلاثاء الموافق ٤/٢/٢٠٢٠، معالي الدكتور سمير مطاوع للحديث عن بطولات وتضحيات الجيش العربي الأردني وذلك ضمن ندوة بعنوان عملية طارق...النجم الثاقب إحدى العمليات العسكرية ذات النوعية الفارقة في سجل الشرف العسكري للجيش العربي الأردني في حرب عام 1948،...
وقد أدار اللقاء وشارك فيه عطوفة اللواء المتقاعد الدكتور مفلح الزيدانين الذي شكر الهيئة الإدارية لنادي الفيحاء ممثلة بعطوفة الأستاذ عبدالله كنعان على الدعوة لهذه المحاضرة لما لها من أهمية في إبراز دور بطولات وتضحيات الجيش العربي الأردني من خلال المعارك التى خاضها مع العدو الصهيوني والتي كبد العدو في حينها الكثير من الخسائر في المعدات العسكرية وفي الأرواح ، وبقي جدار صد في منع العدو للتمدد لمحيط مدينة القدس الشريف والضفة الغربية ..وقال بأن اسوار القدس وضواحيها تشهد على البطولات التي خاضها جيشنا العربي لذود عن المسجد الأقصى المبارك والقدس عام ١٩٤٨. كما أشاد اللواء الدكتور مفلح الزيدانين بالمحاضر معالي الدكتور سمير مطاوع بما يحمله من فكر سياسي عميق في التاريخ العسكري، وثقافة عالية القدر في الاستراتيجية العسكرية نستنشق منها معاني الوفاء والانتماء لتراب الوطن تمثل محطات معرفية عن بطولات الجيش العربي الأردني الباسل، يحق لنا أن نتفاخر بها وننقل صور هذا المجد البطولي لأبنائنا ليعرفوا مقدار تضحيات قواتنا المسلحة الأردنية لتبقى شمس الوطن مشرقة زاهية بأمجاد وتاريخ الأبطال من جيشنا العربي الباسل الذي أنزل رأيه الطاعون الذي أصاب نفوسنا نتيجة حرب عام 1967 من على السارية ورفع مكانها رأية الكرامه والعز والفخر للأمة العربية .
وفي بداية حديثة قال الدكتور مطاوع بأنه لا بد من الإشارة إلى النقاط المضيئة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وأهمها وأكثرها فّخارا لنا معركة الكرامة ، فبعد هزيمة عام ١٩٦٧، جاءت معركة الكرامة الخالدة عام ١٩٦٨، والتي هزمت فيها القوات المسلحة الأردنية الجيش الاسرائيلي هزيمة مذلّة لم تمكّنه حتى من إخلاء قتلاه وآلياته المدمرة فقد روا الشهداء أرض الكرامه بدمائهم الزكية فختلط لون الدم بتراب أرض الأغوار التي كانت أصلا تحوي دماء الشهداء أيام الفتوحات الإسلامية.....هذا الأرض التي لا تقبل أي غرس فيها إلا غرس الانتماء والولاء للوطن الغالي الذين صنعوا من أشعة الشمس فرحا لنا. ثم تحدث معالي الدكتور مطاوع باسهاب عن عملية طارق.. النجم الثاقب التي سطر فيها الجيش العربي الأردني إنتصاراً تاريخياً على قوات العدو الصهيوني وإحكامه محاصرة القدس الغربية اليهودية على مدار (120) يوماً مما دعا بريطانيا لتهديد الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه إن لم يفك الحصار بعد أن من أصاب اليهود ما أصابهم بسبب عدم مقدرتهم على فك الحصار بالرغم من محاولاتهم العديدة التي تكبدوا فيها خسائر فادحة بالأرواح والمعدات بسبب حنكة قائد الكتيبة الرابعة المشير حابس المجالي وأركان حرب الكتيبة محمود الروسان رحمهم الله..إلا أن الملك المؤسس طيب الله رفض التهديدات البريطانية وهو من املى شروطه عليهم من أجل فك الحصار.
وإستعرض معالي مطاوع العديد من المواقف والمعارك البطولية للجيش العربي الأردني في حرب عام 1967 الذي منى بهزيمة لا يستحقها. لأن وصف الهزيمة لا ينطبق على النتائج التي حقّقها هذا الجيش
وبشكل خاص إنقاذ الضفة الغربية والقدس من احتلال كان متوقعا ومؤكدا لولا الدور البطولي الذي لعبه الجيش العربي على الساحة الفلسطينية.
وأشار إلى دور الحسين طيب الله ثراه في دعمه ومساندته في الكشف عن عملية طارق التي لم تكن موثقة في أي من المصادر البريطانية أو الأردنية،ولتوثيق هذه المعلومات فقد التقاء الدكتور مطاوع بالمشير حابس المجالي وقائد الجيش كلوب باشا حيث تم ترتيب مقابلة له بهذا الخصوص لتوثيق هذا المعلومات ممن قادوا وشهدوا ميادين معارك الجيش العربي وحققوا الانتصارات بشهادة بعض القادة العسكريين من الجانب الإسرائيلي ممن التقاء بهم معالي الدكتور سمير مطاوع.
وكما أورد معاليه قصة واقعية تدل على الملك الحسين الإنسان … الملك العادل … عندما طلب منه في الجزائر ان يتحدث عن الحسين واورد قصة إطلاق سراح احد المعتقلين السياسيين بنفسه وإصطحابه بسيارته إلى منزل والدته.وكانت الدهشة بأن خطبة الجمعة في اليوم التالي في اكبر مساجد الجزائر كانت تتحدث عن الحسين بن طلال كمقال على الملك العادل. وهذه قصة من القصص الإنسانية الكثيرة التي كانت أحدى ملامح شخصية سيدنا جلالة الملك الحسين رحمه الله.
وفي نهاية المحاضرة دار نقاش مطول من قبل الحضور بمدخلات وأسئلة أثرت موضوع المحاضرة بما تناولوه من كلمات أضفت على جو المحاضرة القيمه الثقافية عالية القدر والمستوى الثقافي التي يتمتع بها رود وزوار نادي الفيحاء وقد ثمن جميع الحضور دور القوات المسلحة الأردنية في المحافظة على تراب الوطن وحفظ الأمن والأمان وإن هذه المعارك البطولية للجيش العربي الأردني تعتبر من الإنجازات السياسية والحضارية التي تسجل له، وبدوره شكر عطوفة الأستاذ عبدالله كنعان الحضور على تلبية الدعوة للنهوض بالفكر والمعرفة من خلال الحوارات الثقافية التي تعزز الدافعية للإنجاز للأجيال القادمة من خلال الإطلاع على التاريخ العسكري لقواتنا المسلحة من بيوت الخبرة وممن شهدوا وخبروا مجريات هذه الحروب أمثال معالي الدكتور مطاوع الذي يعتبر مدرسة متنقلة في الفقه العسكري .