مندوبا عن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، رعى رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز الاحتفال الوطني الذي نظمته الجامعة الاردنية اليوم الثلاثاء بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني الثامن والخمسين.
وقال الفايز في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الحفل "في هذه المناسبة العزيزة، ومن الجامعة الاردنية، أوجه رسالة الى شعبنا الاردني العظيم ، والى الاغلبية الصامتة في وطننا، لماذا السكوت على بعض الاقلام ، التي لا تنفك من العبث بوحدتنا الوطنية ، والتي تنشط في هذه الظروف الصعبة تواجهنا، ولمصلحة من السكوت على انتشار خطاب الكراهية، وتشويه الحقائق بحق بلدننا، وبحق مواقف قيادتنا الهاشمية الوطنية والعروبية الشجاعة".
وأضاف الفايز "أعرف أن في نفوس البعض ، أسئلة حائرة تنتظر الجواب، وأعرف أنكم تريدون اجابات شفافة وواضحة حولها ، لكنني اقول لكم ، ان من رأى منكم أي خطأ او اعوجاج في المسيرة ، فليتق الله بالوطن ، وليقومه بالنصيحة والعمل المخلص، ومن كان لديه شك في محبة القائد لشعبنا فليستعذ بالله".
وأوضح الفايز أن الاحتفال بهذه المناسبة جاء هذا العام في ظل ظروف استثنائية تعيشها امتنا العربية، خلفها الربيع العربي؛ فالدم العربي استبيح في اكثر من دولة شقيقة، وبعض هذا الدم مازال ينزف، ولم يعد خافيا على احد، ان هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها امتنا، فرضت علينا تحديات مختلفة، اقتصادية وامنية واجتماعية، فاصبحنا بحاجة الى جهود استثنائية لتجاوزها. وشدد على أن هذا لن يتحقق الا بالالتفاف خلف قيادتنا الهاشمية، والايمان بان وطننا، وطنا لا نقبل بغيره وطننا، وان الربيع الذي يخلف الدمار والقتل والخراب، لن نقبل ان يزهر دما، في بلدنا الذي بناه الاجداد والاباء بعرقهم وجهدهم وتضحياتهم الكبيرة، وان مشاريع سيكس بيكو الجديدة التي تحاك لامتنا، وطروحات تسوية القضية الفلسطينية، على حساب ثوابتنا وثوابت الشعب الفلسطيني، لن تمر الا على اجسادنا ودمنا، وهي مشاريع عدمية وفاشلة، ستفشلها ارادتنا الحرة الصلبة، وقيادتنا الهاشمية الحكيمة القوية، صاحبة الشرعية الدينية والتاريخية، التي لم تساوم يوما على ثوابتنا الوطنية، ولم تلطخ يدها بدماء عربي، بل نذرت نفسها لامتها وقضاياها العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقال، ان الاردنيين الذين يحتفلون بكل عام، بمناسبات وطنية عزيزة علينا ، شكلت في مسيرة بلدنا محطات مضيئة, وحافظت على ثوابتنا الوطنية والقومية والاسلامية, وان جلالة الملك عبدالله الثاني استطاع منذ تسلم سلطاته الدستورية، ان يجسد المعاني الحقيقية لهذه الاحتفالات، من خلال تحقيقه الانجازات الكبيرة بمختلف المجالات والميادين، والتصدي بقوة ومنعة لمختلف محاولات العبث باستقرارنا ووحدتنا، وتماسك نسيجنا الاجتماعي، والتصدي لمؤامرات تصفية القضية الفلسطينية، وقضايا امتنا العادلة. كما ان جلالته اعطى مفهوما جديدا ، للاحتفال بمناسباتنا الوطنية، تمثل ذلك بخطوات اصلاحية، سياسية واقتصادية واجتماعية، لجهة تعزيز الديمقراطية والحريات العامة، والمشاركة الشعبية، وتكريس نهج المساءلة والشفافية، وتعظيم قيم العدالة والمساواة.
وأكد أنه يجب ان يكون احتفالنا بمناسبة عيد ميلاد جلالة مليكنا، عنوانا للعمل وتعظيم قيم الولاء والانتماء، احتفالات تدفعنا نحو المستقبل بخطى ثابتة، عنوانها النجاح والانجاز، والمستقبل المشرق لبلدنا والاجيال القادمة، كما يجب ان يكون محطة نتوقف فيها, ننظر إلى مسيرة من الإنجازات وما تم تحقيقه، ونعقد العزم مرة تلو المرة, لاستمرار مسيرة العطاء والبناء، وان يكون مناسبة نجدد فيها العهد والولاء للوطن, ولجلالة الملك عبدالله الثاني حامي الوطن وحافظ عزته وكرامته.
كما أكد الفايز مخاطبا الشعب الاردني والحضور : ان ملكنا المحبوب القائد عبدالله الثاني ، فاردا لكم حبل الود على الدوام ، عالما بانكم خير من يؤمن بالوطن ، فعسى الحب لا ينقطع والمحبة تدوم ، وانا اوجه لكم هذه الرسالة ، لا اريد منكم استحسانا او تصفيقا، بل اريد ان تلتفوا حول وطنكم ومليككم ، لنعبر جميعا بسفينة الوطن الى بر الامان ، في ظل الامواج المتلاطمة من حولنا". ودعا الاردنيين الى العمل على تمتين جبهتنا الداخلية، والايمان بهويتنا الوطنية الجامعة، مشيرا ان ذلك لن يتحقق الا بالالتفاف حول قيادتنا الهاشمية، وتغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الشخصية، وتعزيز وحدتنا والابتعاد عن الجهوية والفئوية والاقليمية البغيضة، فلا يوجد شيء يمكن أن يهدد أمننا واستقرارنا، اكثر من ضعف جبهتنا الداخلية لا سمح الله, كما اننا بحاجة اليوم اكثر مما مضى، الى اعادة الاعتبار لهيبة الدولة ومؤسساتها، وفرض القانون على الجميع، والعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وتعزيز مفهوم العدالة الاجتماعية. وفي ختام كلمته رفع الفايز أسمى ايات التهاني والتبريك لجلالة الملك ودعا المولى عز وجل ، ان يعز ملكه ويمتعه بموفور الصحة والعافية، وان يحفظ سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي عهده الامين ،واسرته الكريمة ، وشعبنا الاردني ،وطننا ليبقى آمنا مستقرا.
وتحدث رئيس الجامعة الاردنية الدكتور عبدالكريم القضاة، في كلمته عن مسيرة العمل والانجاز والعطاء التي شهدها الاردن بقيادة جلالة الملك وراعي تميزه والساعي الى نهضته ،وقال "نسير مع جلالته مستشرفين مستقبل مزدهر وآمن مليء بالانجازات وقد خط جلالته مسار رحلة هذه البلاد بالتحديث والتطوير والتميز والريادة لكل ركن من اركانه فهو الوطن الاغلى والاعز وهو الملك الانسان".
وتحدث القضاة عن مسيرة العمل والانجاز والعطاء التي شهدها الاردن وهي خير دليل على نعمة القيادة الفذة والحكم الرشيد التي حباها الله لهذا الوطن في اقليم ومنطقة تعاني منذ عشرات السنين من شح بهذه النعمة، مضيفا "اننا شهود على العصر، عصر العمل والانجاز والتفاؤل والامل والثقة بالحاضر والمستقبل الذي دشنه جلالته بمواصلة الليل والنهار في مغرب الارض ومشرقها؛ لتحسين مستوى معيشة الاردنيين وتوفير سبل العيش الرغيد لهم.
وأكد عميد شؤون الطلبة في الجامعة الدكتور محمد صايل الزيود، أنه وبفضل توجيهات جلالة الملك ورعايته الدائمة ودعمه المتواصل للجامعة الأردنية ، فقد اضحت منارة للعلم والمعرفة وتتسع وتنمو وتتطور من كليات ومبان، وتخصصات علمية وإنسانية وتربوية، ومشفى تعليمي نخبوي، وكوادر تدريسية تخرجت من اعرق الجامعات العالمية.
وافتتح الفايز يرافقه رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة وعميد شؤون الطلبة الدكتور محمد صايل الزيود، ورئيس نادي أبناء الثورة العربية الكبرى الدكتور نايف العبداللات معرض صور لجلالة الملك عبد الله الثاني نظمه نادي أبناء الثورة العربية الكبرى وتضمن مجموعة كبيرة من صور جلالة الملك خلال مراحل مختلفة من حياته، بدءاً من طفولته، إلى شبابه، والنشاطات الأبرز من حياته، وصور بعض لقاءات جلالته مع مختلف الشرائح.