بقلم مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء اللواء الركن المتقاعد ثلّاج الذيابات
الخامس عشر من شباط من كل عام، يوم وطني للمتقاعدين العسكريين خصصه لهم جلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين حفظه االله تقديرا وتكريما لهم على ما قدموه للوطن من تضحيات جسام سطروها في سجل المجد والعزة والفخر والكرامة بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية.
حيث تم تحديد هذا اليوم بالذات تمجيداً وتخليداً لذكرى استشهاد كوكبة من نشامى الوطن الجيش العربي الذين قضوا في العملية العسكرية التي سبقت معركة الكرامة ولقنوا العدو فيها درساً لا ينسى.
من أجل ذلك ارتأى جلالة الملك المفدى أن يكون هذا اليوم يوما وطنياً يستشعر فيه الأبناء، أبناء الوطن ما قدمه الاباء في الليالي السوداء، الذين ضحوا وبذلوا وما بخلوا، في سبيل عزة ومنعة وكرامة هذا الحمى العزيز الذي شهد وعلى مر السنين الكثير من البطولات، والتي ما كان لها أن تتحقق لولا الوقفات البطولية الباسلة والتضحيات التي ستبقى نبراساً وشعلة ضياء تستهدي بها الأجيال القادمة.
ولا ننسى أبدا دعم جلالته للمتقاعدين العسكريين وزيادة رواتبهم وتحسين اوضاعهم المعيشية ايمانا من جلالته بأن هذه الشريحة التي قدمت لهذا الوطن الغالي والنفيس تستحق منا كل اهتمام ومحبة وتقدير، وكذلك توجيهات عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الذي أمر بتشكيل لجان خاصة للوقوف على احتياجات ومتطلبات المتقاعدين العسكريين، مستنيراً بتوجيهات ورؤى جلالة القائد الأعلى المستمرة بالاهتمام بالمتقاعدين ورعايتهم وتسخير الإمكانات المتاحة لخدمتهم، وأنهم الرديف والسند الحقيقي للقوات المسلحة في الدفاع عن الوطن، وصون منجزاته، موضحاً دورهم الفاعل في تحقيق الأمن الوطني الشامل في ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية المحيطة والتحديات الاقتصادية التي يواجهها الوطن.
تتزامن ذكرى الوفاء للمتقاعدين مع ذكرى معركة الكرامة، معركة البطولة والشرف وسجل المجد وكتاب الخالدين، تلك المعركة التي أعادت الى الأمة العربية كرامتها، فكانت الشعلة التي أوقدت جذور الصمود والتحدي ورفض الاستسلام للهزيمة. ستظل معركة الكرامة حاضرة في أذهاننا وستبقى جزءا من تاريخنا التليد الذي نفتخر ونعتز به في ظل حادي الركب جلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين، وستظل ذكرى الراحل العظيم صانع النصر في يوم الكرامة المغفور له بإذن االله جلالة الملك الحسين بن طلال في قلوب ووجدان الأردنيين الأحرار. وستبقى راياتنا خفاقة وهاماتنا لا تنحني الا الله الواحد القهار.
وبهذه المناسبة الوطنية تهدي مؤسسة المتقاعدين العسكريين تحياتها لفرسان الجيش العربي المتقاعدين العسكريين على امتداد حدود الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه تحية ملؤها الود والمحبة والعرفان.