تتاح عادة للدول عبر محطات حياتها فرص عدة ويعتمد استغلال هذه الفرص على عقل الدولة الجمعي والمتمثل بمؤسساته المشاركة في صنع القرار بما فيها اركان الدولة العميقة.
والاردن مثلها مثل اي دولة تتحاح لها فرص وآخر هذه الفرص هي صفقه القرن التي ملأت الدنيا ضجيجاً وهرجاً ولكون الاردن هو اكثر الدول تضرراً بعد فلسطين اجتمع موقف الشعب والقيادة على مجابهة تداعيات هذه الصفقه وتناسى الشعب الاردني كل الملفات الخلافية مع الدولة وقرر مساندة جلاله الملك والضغط على الحكومة لاتخاذ الموقف المناسب الذي يخدم مستقبل الدولة وحاضرها الا ان عقل الدوله الجمعي ما زال قاصراً عن التقاط الفرصه التاريخيه والتي ممكن البناء عليها لاعادة إنتاج مشروع الدولة الاردنية بطريقة تسحب فتيل ازمات منتظره قد تواجه الاردن.
فالحكومة النائمة بالعسل كان اولى برئيسها لليوم الثاني لاعلان الصفقة ان يعقد مؤتمراً صحافياً ويكون خلفه ممثلون لكل الوان الطيف السياسي والمستقلين العاملين في المشهد ويعلن موقف الحكومة المترجم لموقف الشعب والقيادة إلا ان ذلك للاسف لم يحصل.
وبالعادة ايضاً عندما تمر الدولة بمحطات بمثل هذه المحطات يتم الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة لكي يكون الشعب امام مسؤولياته في اختيار ممثليه بناءً على الحدث المهم ولا اعتقد هناك حدث اهم من حدث تصفية القضية الفلسطينية الا ان بعض التسريبات التي شاعت في الايام الاخيرة وان تم نفيها الا انها غير بريئة والمتمثلة في امكانية التمديد لمجلس النواب مما يعني بقاء الحكومة ايضاً.
لما تقدم اوجه نصيحة للعقل الجمعي للدولة بان تُلتقط الفرصة وتكون هناك حكومة قوية برئيسها واشخاصها خارج اطار صندوق الخيارات الاستفزازية التي ابتلي بها الشعب الاردني في الآونة الاخيرة وان يرافق ذلك انتخابات حرة نزيهة تعكس إرادة الشعب حتى يكون ذلك الحماية الحقيقية للاردن الدوله والانسان والنظام السياسي وبعكس ذلك ستنتظرنا أيام عجاف لا يعلم مخرجاتها الا الله والراسخون في العمل الوطني والسياسي الحريصون على الاردن ومكوناته الا انهم مغيبون ومنبوذون في دوائر القرار لصالح مشروع ادارة دولة صبياني لا يرقب في الوطن واهله الا ولا ذمة.