كثيرا ما نتساءل كيف نطور أنفسنا؟! ونغير أحوالنا الى الأفضل؟! وهذا أمر ليس بالصعب ولا بالمستحيل فالإنسان بطبيعته يميل الى تطوير ذاته سعيا منه لتحقيق هدفه وبلوغ غايته، وهذا لن يتحقق ما دام الانسان مسكون بخيبات الأمل ومحمل بالطاقة السلبية. فإذا ما نظرنا الى أنفسنا وجدنا بأننا نملك جميع حوافز النجاح وموارده فالأمر يحتاج منا فقط الى عملية تنظيم واعداد سليم.
اذا اردنا أن نكون الافضل وننتقل من حال الى حال ومن طور الى آخر لا بد لنا من تحديد نقاط القوة والضعف في دواخلنا، فنعمل على تعزيز الأولى والتخلص من الثانية، وأن نتسلح بالإرادة والعزيمة للتعلم والاستكشاف والمغامرة الايجابية وأن نتقبل فكرة الولوج الى محطات أخرى في الحياة، تمنحنا فرصة بناء شخصية مستقلة قادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
كل ما ذكر يجب أن يرافقه شيء من القراءة والاطلاع في أكثر من مجال والمشاركة في الانشطة الاجتماعية المختلفة ومتابعة دراستنا الاكاديمية والانفتاح على الآخرين والاستفادة من تجاربهم، حتى تتضح أمامنا الرؤية أكثر فأكثر ونحدد المسار المناسب لسلوكنا على المستوى المهني والشخصي.
إن تطوير الذات يمنح الانسان مساحة واسعة من التفكير الايجابي ويوسع دائرة صداقاته ويعزز مكانته الوظيفية والاجتماعية ويملأ نفسه بالايجابية ويفرغها من السلبية، شريطة أن تكون أهدافنا واقعية وقابلة للتطبيق وذات مضمون متوازن في مختلف جوانب الحياة.
إن تطوير الذات ليس بالضرورة أن يوصلنا الى مرحلة السعادة لأن مفهوم السعادة يختلف من شخص الى آخر ولكنه بالتأكيد مرتبط بما نطمح اليه وما نحققه من أهداف للوصول الى أعلى المستويات وهذا يعني أن لا نستهين بالتحديات الصغيرة لأنها هي التي تمنحنا فرصة لنكون أكثر قوة وصلابة اذا ما واجهتنا تحديات أكبر.