اليوم 1/3 نتأمل التاريخ ونستقي العبر.. فإعفاء الجنرال القوي (كلوب) وتعريب قيادة الجيش رسخت ثقة الشعب الأردني الوفي بقيادتهم الهاشمية المظفرة التي هي حقاً(هبة الله) للأردن العربي الهاشمي.
التاريخ الصادق يقول... لقد رسخ الهاشميون بالأمة العربية الماجدة روح النضال والتحرر من التبعية والطغيان .. وقد ضحى شريف العرب.. شريف مكة الحسين بن علي (بالعرش) و(بالحكم) عندما لم يوافق على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين .. حيث نفي إلى قبرص سنوات طويلة وكان بذلك (أول لاجئ سياسي) في سبيل فلسطين الغالية كما قضى نجله الملك المؤسس عبد الأول بن الحسين شهيداً على عتبات المسجد الأقصى بعد أن تصدى للمشروع الصهيوني(30) عاماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأما الحسين طيب الله ثراه فكان وطنياً وشجاعاً ومجازفاً منذ الطفولة وأذكر حادثة رغم بساطتها إلا أنها تدل على الوطنية المبكرة الراسخة الصادقة .. أذكر في عام 1947 أننا نحن الطلاب(بدون ألقاب) زيد بن شاكر وزيد الرفاعي وحمدي الطباع وعبد الرحيم ملحس ومروان القاسم إلخ وكانت أعمارنا آنذاك 12 سنة كنا داخل غرفة الصف في مدرسة المطران في جبل عمان نتبارى على اللوح الأسود الكبير (لأحسن خط عربي) ..وفجأة دخل مربي الصف الاستاذ المرحوم جريس هلسة وكان الطالب حسين .. هو آخر من كتب على اللوح الأسود ... وبقيت الجملة التي كتبها الطالب(حسين) لاصقة على اللوح الأسود وواضحة للعيان وبالخط الكبير وهي (يسقط الاستعمار) .. فسأل مربي الصف .. من الذي كتب على اللوح.. فساد الصمت بين الجميع وكأن شيئاً لم يكن .. فسأل مرة أخرى وبصوت عال وبانفعال .. حينها نهض الطالب(الحسين) وقال أنا كتبت الجملة يا أستاذ .. فابتسم الاستاذ هلسة وقال .. خطك حلو يا حسين .. ولكن المعنى أحلى وأجمل واسمى .. فصفق الطلاب للطالب وللمعلم .. وتمر الأيام والسنون.. ويبقى الاستعمار الغاشم البغيض جاثماً على الأردن وعلى البلدان العربية المجاورة.. وعند تسلم الملك الهاشمي الشاب الوطني الشجاع الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه سلطاته الدستورية عام 1953 كانت تترسخ بـأعماق نفسه الوطنية المشاعر التحررية السامية بطرد الاستعمال البغيض بدون رجعة وتحقيق سيادة الأردن العربي الهاشمي المناضل المرابط .. ففي الأول من شهر آذار عام 1956 تحمل الملك الشاب الحسين مسؤولياته الوطنية التحررية وقام وحده بخطوة وطنية وقومية نادرة شجاعة جريئة بطولية غير مسبوقة .. ترددت أصدأوها في جميع انحاء العالم.. عندما جازف (بعرشه) وضحى (بحياته) لتحقيق حلم الشعب الأردني الوفي المناضل بإسقاط الاستعمار البغيض بدون رجعة حيث عزل الجنرال القوي كلوب وألغى المعاهدة البريطانية وعرب قيادة الجيش ليكون (الجيش العربي) الباسل ولكل العرب وسياج الوطن المنيع والمدافع القوي عن حمى الأردن وأمنه وسيادته.
وفي عهد الملك الهاشمي عبد الله الثاني أعزه الله ونتيجة لاهتمامات ودعم جلالته للقوات المسلحة الباسلة/ الجيش العربي أصبحت هذه القوات قديرة ومحترفة حيث ذاع صيتها عالميا ًوأصبحت هذه القوات بكل فخر واعتزاز مطلباً(ملحاً) ومتزايداً للاشتراك في قوات حفظ السلام الدولية في الأمم المتحدة السامية(منفردين) بذلك عن جميع جيوش المنطقة.