لم تمض بضعة أشهر على فوز مديرة الشرطة النسائية العقيد خالدة الطوال بجائزة عالمية في التميز حتى احالتها الحكومة الى التقاعد الأسبوع الماضي.
تقاعد فوري قاتل للإبداع والطموح لا يمكن تصنيفه في سياق روتين الاحالات الاعتيادية التي تجرى في مؤسسات الدولة ،وكنا نتوقع استثمار هذا الإنجاز العظيم واستغلاله كنموذج حي للناجحين بالدراسة والبحث والتحليل .
. لقد قيل ان الطوال نالت الجائزة تقديرا للإنجازات البارزة التي قدمتها على مدار خدمتها الطويلة في مديرية الامن العام ومساهمتها في دعم دور المرأة في المملكة الأردنية الهاشمية، وعكست بذلك مكانة المرأة الأردنية وما تلقته من دعم وتمكين في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وقيل أيضا ان قصة الطوال قصة من قصص النجاح للمرأة الاردنية على مستوى العالم، لتمثل وبشكل متميز دور المرأة الأردنية والعربية، ومساهمتها الفاعلة في تمكين المرأة للنهوض بدور فاعل في المجتمع، وتمثل آلاف السيدات الأردنيات اللاتي تركن بصمتهن في كافة المواقع، في ترجمة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بتمكين المرأة واستثمار كفاءتها وقدرتها في مختلف المناصب والوظائف العليا، وتمثيل الأردن في المحافل الدولية..
احالة سريعة مؤسفة لسيدة لا زالت تتصدر مشهد التفوق والعطاء الوطني التي طالما شدد علية جلالة القائد الأعلى، وجاءت في قمة العطاء والتميز والابداع ،الامر الذي سيدفع الى شديد الإحباط لكل من لدية طموح ويسعى للارتقاء في خدمة الوظيفة العامة.
العقيد الطوال خضعت لمعايير دولية شديدة الدقة في تقييم الأداء وقامت السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترمب ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو بتقليدها جائزة وزير الخارجية الدولية للمرأة الشجاعة ، والتي تقدمها وزارة الخارجية الامريكية سنويا لعدد من النساء اللواتي يظهرن شجاعة استثنائية وقوة وقيادة في العمل ويقدمن اسهامات مميزة في مجتمعاتهن ،وقد شهدت وزارة الخارجية الأمريكية في العاصمة واشنطن حفل التكريم مع عشر سيدات من أرجاء العالم ، بالتزامن مع يوم المرأة العالمي..