نعى الميدان التعليمي في الامارات المواطنة عائشة عيسى علوي عمر العيدروس، معلمة مادة الحاسوب في مدرسة أم كلثوم للتعليم الثانوي في العامرة بمنطقة العين التي وافتها المنية إثر توقف نبض قلبها صباح أمس الاثنين وهي تشرح لطالباتها درساً في مادة الحاسوب.
وقام ذوو الفقيدة، رحمها الله، بإتمام اجراءات الدفن في نفس اليوم، إذ تمت صلاة الجنازة في مسجد المطاوعة، وتشييع جثمانها في مقبرة العامرة المعروفة باليحر سابقا، كما حرص أهلها في الوقت ذاته على استقبال التعازي عن طريق الاتصال عبر الهاتف، دون خيمة عزاء أو أي استقبال، حرصاً على سلامة وصحة أفراد الأسرة وسلامة المجتمع.
والمعلمة عائشة العيدروس عملت في وزارة التربية والتعليم لمدة 20 عاماً، وهي أُم لشابة تبلغ 20 عاماً وتدرس في جامعة الإمارات، وابن يبلغ الـ 17 من عمره، ويدرس في الصف الحادي عشر.
وقال عبدالرحمن عيسى العيدروس، شقيق الفقيدة في حديثه لـ «البيان»: «توفيت أختي عائشة العيدروس في تمام الساعة 11 أثناء شرحها درساً في مادة الحاسوب لطالباتها عبر نظام التعلم عن بُعد، إذ توقف نبض قلبها، وقمنا بإتمام اجراءات دفنها في نفس اليوم بمشاركة مشيعين من الأهل والأقارب دون غيرهم من عامة الناس. إذ يتحتم علينا فعليا الامتثال بإجراءات الدولة الاحترازية للوقاية من فيروس "كورونا"، والذي يهدف الى منع التجمعات التزاماً بتوجيهات الدولة والقيادة الرشيدة".
وأضاف العيدروس: "عملت أختي رحمها الله في وزارة التربية والتعليم لمدة 20 عاما، وهي معروفة بشغفها في عملها، وإخلاصها في إتمام مهامها الوظيفية على أكمل وجه. وكثيرا ما حرصت على إقناع طالباتها بتقبل تجربة التعلم عن بعد، وأكدت لهن بأنها خطوة إيجابية على خريطة التعليم في دولة الإمارات. وهي مبادرة من شأنها أن ترسم مستقبلهن وفق رؤى جديدة بحيث تواكب في مضمونها نظم التعليم العالمية.
كما كانت تشجعهن على تخطي التحديات التي قد تواجههن أثناء التعلم عن بعد، وضرورة تعزيز مهارات التعلم الذاتي. وكانت تشعر بالسعادة بتفاعل الطالبات مع تجربة التعلم عن بُعد، وهذا يدل بلا شك على إحساسها بروح المسؤولية إذ كانت تقبل على وظيفتها بحب ممزوج بوافر التقدير لزميلاتها، وتحقيق التواصل الإيجابي مع طالباتها. كما كانت تؤمن بأن أهمية دور كل معلم بأن يكون صاحب رسالة سامية يركز من خلالها على الارتقاء بالمجتمع ونهضته، إضافة إلى يقينها بأن المعلم يعد الركيزة الأساسية لعملية التعليم في المدرسة.
وفي السياق ذاته نعت نخبة من التربويات عبر المقهى التربوي، وهو مبادرة أطلقتها الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية في منطقة العين، المعلمة الراحلة.
وأكدن أنه عُرف عن المعلمة عائشة العيدروس، رحمها الله، حبها لعملها الذي تعتبره خدمة جليلة تقدمها لوطنها الغالي، فلها جهودها الجليلة في تدريس طالباتها وحرصها اللامحدود على إعدادهن معرفيا وعلميا. داعيات الله تعالى بأن يتغمدها بواسع رحمته، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. المصدر : البيان.