كان الطبيب المتخصص بالطب الباطني في جامعة ميامي بولاية فلوريدا، أرمن هندرسون، في طريقه لإجراء اختبارات فيروس كورونا المستجد للمشردين في الشوارع، بشكل تطوعي، قبل أن يوقفه رجل شرطة.
وأظهر مقطع فيديو هندرسون وهو يرتدي كمامة ويضع خياما في سيارة نقل أمام منزله.
وقال هندرسون، وهو أميركي من أصل أفريقي، "لم يكن هناك أي شيء غير طبيعي، عندما توقفت سيارة الشرطة ونزل منها الشرطي وبدأ يصرخ في وجهي ويسألني إن كان هذا منزلي أو أسكن في هذا المكان أو أعمل فيه، وطلب مني هويتي الشخصية، وسرعان ما قيّد يديّ".
وأضاف هندرسون "لم ينتظر حتى أجيبه على أي من أسئلته، وقادني بسرعة إلى مقدمة سيارته، ثم بدأ في تفحص وجهي".
لحسن حظ هندرسون أن زوجته كانت تراقب الموقف من المنزل، ولم تفهمه في البداية إلا عندما قيد الشرطي يديّ زوجها.
أخذت الزوجة تصرخ، وخرجت حاملة بطاقة هوية زوجها هندرسون، وصاحت "إنه طبيب، انظر إلى بطاقة هويته".
وقال هندرسون "إذا لم تكن زوجتي هناك وشاهدت الموقف وتحركت بسرعة، فبالتأكيد كان يمكن للأمر أن يخرج عن السيطرة، كان يمكن أن أعامل بوحشية وربما كنت ميتا الآن بعيار ناري من الشرطي".
وبعد هذا الموقف العصيب، قال هندرسون في تصريح لشبكة إيه بي سي الأميركية، إن أكثر ما كان يقلقه من هذا اللقاء، أن رقيب الشرطة الذي قيده لم يكن يشعر بأن هناك وباء ينتشر في كل مكان تقريبا، "فلم يكن يرتدي قمامة ولا قفازات وأمسكني بيديه وقيدني". ووثقت كاميرا منزل هندرسون الموقفالذي نشره لاحقا، فقالت الشرطة في بيان إنها كانت تعتقد أن الطبيب يقوم بتفريغ نفايات بشكل غير قانوني، ثم خرج رئيس الشرطة في بيان ليؤكد أن "الموقف قيد التحقيق".
فمع تصاعد أزمة وباء كورونا في ميامي، وبجانب عمله في المستشفيات لعلاج مرضى كوفيد-19، بدأ هندرسون بمحاربة الوباء في الشوارع.
كان يخرج متطوعا بالملابس الواقية لمساعدة المشردين، الذين يرى أن الولاية فشلت في حمايتهم وأنهم قد يكونون مصدر خطر على أنفسهم وعلى المجتمع ككل، بسبب سهولة العدوى بالفيروس.
ويقول هندرسون "هم يقضون حياتهم في الشوارع، ويوجدون في الأماكن التي يوجد فيها الناس كمحطة الحافلات، وإذا لم ننتبه إلى ذلك فإننا لن نستطيع التحكم أبدا بانتشار الفيروس ولا احتوائه".
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام أميركية، هندرسون وهو يرتدي الملابس الوقائية ويقوم بتوزيع خيام على أناس في الشوارع.
وقال هندرسون إنه قام باختبار 30 من المشردين ووزع طعاما وخيما للمئات منهم "إنه من العار أن يكون هناك كل هذا العدد من المشردين، ليس فقط في مقاطعتي بل في كل المدن الكبيرة".
ويوجد أكثر من نصف مليون مشرد في الولايات المتحدة، بحسب إحصائيات حكومية.
ومقاطعة "ديده" في مدينة ميامي بولاية فلوريدا التي يسكنها هندرسون، هي الأكثر تضررا من الوباء في كامل الولاية، حيث هناك أكثر من 7555 إصابة مسجلة حتى الآن بفيروس كورونا، توفي منهم 125 شخصا.
وبحسب بيانات السلطات الصحية في الولاية، فقد سجلت فلوريدا بالكامل أكثر من 21 ألف إصابة من بين 584 ألفا في الولايات المتحدة الخمسين، وتوفي في الولاية بكوفيد-19، 524 شخصا من بين 23709 شخصا في كامل البلاد.