مع تفشي مرض كوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا المستجد، يسعى الأطباء لاستخدام كل العقاقير الممكنة التي يمكن أن تنقذ حياة المرضى بكوفيد-19، خاصة من أصحاب الحالات الحرجة.
وفي كثير من الأحيان يضطر الأطباء لاستخدام المضادات الحيوية، رغم خطورة كثرة استخدامها، لكن عندما يتعلق الأمر بحياة المرضى تكون هناك حسابات أخرى.
وفي مركز مونتيفيور الطبي في نيويورك، تسعى الطبيبة بيرا نوري التي تشرف على ضمان عدم إفراط المركز في استخدام المضادات الحيوية، بالأخص وأنه بات يستقبل عددا أكبر من المرضى جراء الفيروس المستجد.
والسبب في هذا التخوف يعود إلى أن كثرة استخدامها يزيد من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.وقالت الطبيبة إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها المستشفيات للحد من ذلك، أصبح من الصعب الالتزام بهذه الاحتياطات مع تدفق مرضى كوفيد-19 إلى المستشفيات، والحاجة إلى المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي الجرثومي الذي يحدث للمرضى.
ويعتقد بعض الباحثين أن الوباء يمكن أن يبطئ انتشار البكتيريا ومقاومة المضادات الحيوية داخل المستشفيات، بعد أن تم إلغاء العمليات الجراحية المسؤولة عن العديد من حالات العدوى التي تحدث في المستشفيات، وذلك بهدف إبقاء الأسرّة لخدمة مرضى كوفيد-19، وبدأ العديد من أفراد الطواقم الطبية في المستشفيات بارتداء أردية وأقنعة ومعدات وقاية أخرى بشكل روتيني.لكن بو شوبسين، طبيب الأمراض المعدية في جامعة نيويورك يشير إلى أن بعض المستشفيات تضطر إلى إعادة استخدام معدات الوقاية الشخصية ومشاركة أجهزة التنفس الصناعي بين المرضى، ما يزيد من خطر انتقال المرض في المستشفيات، وكذلك خطر زيادة مقاومة استخدام المضادات الحيوية وزيادة مقاومة البكتيريا.
ويبدو أن استخدام المضادات الحيوية آخذ في الارتفاع، إذ تشير العديد من الدراسات التي أجرتها الصين إلى أن جميع حالات مرض كوفيد-19 الحرجة تقريبا يتم علاجها بالمضادات الحيوية. ويقول العديد من الأطباء الأميركيين والأوروبيين أيضا ذلك.ويعتقد باحثون أن المضادات الحيوية ضرورية في كثير من الأحيان، إذ تشير الدلائل المتزايدة إلى أن العديد من مرضى كوفيد-19 يموتون بسبب عدوى ثانوية وليس جراء الفيروس نفسه.
ووجدت دراسة حديثة في مجلة "لانست" أجريت على 247 مريضا بكوفيد-19 تم إدخالهم مستشفى في ووهان أن 15 في المئة منهم ونصف قضوا بعد إصابتهم بعدوى بكتيرية.وتشير الأرقام إلى أن نحو نصف من ماتوا بسبب إنفلونزا H1N1 في عام 2009، ومعظم الوفيات بسبب إنفلونزا عام 1918 كانت بسبب الالتهاب الرئوي الجرثومي.