أعلنت دوائر الإفتاء في مختلف أقطار العالم الإسلامي، أن يوم الجمعة هو أول أيام شهر رمضان المبارك الذي سيكون استثنائيًا هذا العام، إذ سيقضيه المسلمون بعيدين عن بعضهم، وعن المساجد في الدول التي منعت التجمعات بموجب التدابير الوقائية للحد من تفشي وباء كورونا المستجد.
لن يتمكن الأقارب من التجمع حول موائد الإفطار كما جرت العادة، ولن يؤدي المسلمين صلاة التراويح في المسجد، كما لن يسهر الأصدقاء حتى ساعات متأخرة من الليل في الخارج، ولن يكون بمقدور أحد أن يسافر لأداء العمرة أو زيارة المقدسات الإسلامية.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى جانب الهيئات الدينية في معظم دول الشرق الأوسط، إلى إلغاء التجمعات الاجتماعية والدينية، لا سيما في الأماكن المرتبطة بالفعاليات الرمضانية، مثل أماكن الترفيه والأسواق والمتاجر، موضحين أن ذلك لا يعفي المسلمين الأصحاء من الصيام كالمعتاد.
وعبّر مؤذن المسجد الحرام في السعودية، علي أحمد الملا، عن أسفه الشديد إزاء خلو المسجد من مصليه بصورة استثنائية هذه السنة، قائلًا إنه "لقد انفطر قلبنا"، أما في إيران، الدولة الأكثر تضررًا من الوباء في الشرق الأوسط، دعا المرشد الأعلى، علي خامنئي، إلى تجنب التجمعات "بدون إغفال الصلاة".
وأوصت مديرية الشؤون الدينية في تركيا بالصوم والصلاة في المنزل، كما دعي المسلمون في كل من روسيا، وكوسوفو، وألبانيا إلى إقامة الشعائر الدينية في المنزل كما هو الحال في سائر الدول الأوروبية.
وأعدت المساجد في العاصمة الألمانية برلين برامج لتلاوة القرآن، والصلوات، والخطب عبر الإنترنت، وسيطبق الأمر نفسه في هولندا التي لا تزال المساجد فيها مغلقة على الرغم من الرفع التدريجي للقيود.
وحظرت السلطات في السنغال التي يشكل المسلمون نسبة 99% من مجمل سكانها، صلاة الجماعة والنافلة في المساجد، كما ألغت كل الفعاليات الدينية التي كانت تنظم عادةً خلال هذا الشهر، ومنعت السفر بين المدن في حين يشهد رمضان عادةً حركة تنقل داخلي كثيفة.
وفرضت السلطات في إندونيسيا حظر السفر سعيًا للسيطرة على الوباء الذي ازداد عدد المصابين فيه مؤخرًا على نحو هائل، فيما ضربت السلطات في كل من بنغلادش وباكستان بتوصيات منظمة الصحة العالمية عرض الحائط، مدعيةً أن "الإسلام لا يجيز فرض قيود على عدد المصلين".