بقلم حسين المحارمة 

الصوم ليس امتناعا عن طعام وشراب وجماع من شروق الشمس الى غروبها ، وليس تعذيبا للنفس بتجويعها وحرمانها من شهواتها  ، الصوم غاياته أسمى ومعانيه أعمق وابلغ. الصوم ترويض للنفس البشرية على تحمّل الصعاب وتعويد لها على مشاركة الفقراء في حرمانهم والاحساس بطعم الجوع والعطش لشكر المُنعم على نِعمه  ، الصوم هو التحّكم بالغرائز البشرية طيلة فترة معينة وإطاعة الله عز وجل وعدم الالتفات الى دعوات الشيطان. الصوم هو العبادة التي تتم سرّا بين العبد وربه  لذلك فهي للخالق وهو الذي يجزي به ، الصوم هو صوم الجوارح بما فيها اللسان عن الغيبة والنميمة والكلام السوء  وصوم العيون عن النظر الى ما حرم الله وصوم الأذن عن الاستماع الى كل ما نهى الله عن الاستماع اليه. الصوم هو تأكيد على صلة الرحم والتواد والتراحم بين الأقرباء اولا ثم المجتمع ككل ثانيا. هو اطعام وتفقّد الفقراء والمساكين. هو اخراج زكاة المال على المحتاجين والذين ذكر الله شرائحهم من فوق سبع سموات. هو تطهير النفس من الخبث والحقد والحسد وتطير الجوارح من الدرن والأوساخ وتطهير القلب وغسله ليعود نقيا صافيا.  اذن الصوم هو تربية وتهذيب. شعائر تقربنا الى من خلقنا لعبادته وعلينا ان نعبده كما أمر.  صلوات مفروضة وصلوات وردت بالسنة النبوية من تراويح وقيام ليل واعتكاف وقراءة قران ودعاء لا يتوقف وتقرب الى الله لا يفتر.  اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وان لا نكون من الذين يظنون ان رمضان هو شهر الاكل والكسل  والنوم وانظروا الى سيرة من غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر. كيف كانت في رمضان