وردت الكثير من القصص التي تُمجّد الشجعان وتفتخر بهم وتجعل منهم أشخاصًا أسطوريين، فالشجعان سيرتهم باقية في القصص والروايات والأحاديث الكثيرة التي يتداولها الناس فيما بينهم، وهم أيضًا في القصص التي تحكيها الأمهات لأطفالهنّ، فكل أمٍ تطمح أن يكون ابنها شجاعًا مقدامًا يُسطر الانتصارات ويقود المواقف الصعبة دون خوفٍ أو تأخر، فأمّ الشجاع تتهيأ دائمًا لاستقبال الأخبار الطيبة لأنها تعلم أن لديها ابنٌ يُعتمد عليه، على عكس أم الجبان الذي لا يعرف إلا الاختباء والخوف والتراجع.
العميد الركن الشجاع حسين عقله العموش الملقب بالحنش الأسمر أسطورة القائد الشجاع الذي لا يخاف الموت فقد نعى نفسه قبل وفاته بساعات وقل من يقبل على الموت شجاعاًَ.
وأتى في نص الوصيه لرفقاء السلاح :
بسم الله الرحمن الرحيم...
الى رفاق السلاح.. الى الكاب العنابي الذي توج جباهنا بالعز ..القوات الخاصة...
الى الارض التي عرفت وطأتنا... الى الغيمات التي عرفتنا في السماء...
الى الوطن الحب الذي خبرناه....
الى العسكرية التي خبرناها الماء والهواء.. السهول والوديان.. الجبال في صولات المجد وحب الأوطان...
الى احبتي من صحبتهم مدى العمر والكفاح...
اليوم حين تنشر هذه الحروف اكتب اخر كلماتي.. اخر همساتي و نبضاتي.. اكتب وداعي و بقائي الى جانبكم في الذكرى و الذكريات.. في المواقف الحرجة وحين تظهر فيها الرجال..
رفاقي.. أبنائي ..بناتي.. زوجتي الحبيبة و اخواني السند...اودعكم اليوم بأحر الحروف و ما تملكني من مشاعر.. اواري الثرى هذا اليوم و وصيتي الى ابنائي ان تنثر هذه الوصايا معطره بالشيح والقيسوم.. فوق الجبال وعند اشجار البلوط.. وصيتي حافظوا على الوطن و التراب.. حافظوا على بلادكم و اهليكم.. حفظها وحفظكم الله.. دافعو عنها صفا لا يفرقه احد و علما لا يدنس ابدا ابد...احبتي.. انعي نفسي بنفسي، متصالحا مع الموت و الرحيل.. فهو سنة الحياة و الوجود فلا يخلد عليها الا الكريم الودود...اودع الشوق والكد والتعب.. ارتب كل ذكرياتي و دعائي ان تب علينا يا الله واحسن مثوانا امين امين امين. الراحل الى جوار الغفور الرحيم.. العلي العظيم..