منذ وأن شد والدك أبو عبدالله الشبوي القحطاني الرحال إلى المملكة العربية السعودية ، وبالذات إلى العاصمة الرياض ، حينها أفتقدت جزءا من راحة البال ، وشيئاً كبيراً في حياتي ، لا أعلم حقيقة يا مشهور، أنت كنت جار ليّ ، ووالدك صديقاً عزيزاً على قلبي ، فأنت طفلاً صغيراً في عينيي ، أعتبرك أبن ليّ ، لا أعرف ما الذي حصل لي منذ وأن شديت الرحال مع والديك، إلى الشقيقة السعودية ، ربما لانك كنت ليّ طفلاً بريئا، حيث أعتبرك بأنك طفلي المدلل ،الذي شعرت بأنك أتيت إلى هذه الحياة ؛ من أجل اعطائي ابتهاجاً ،وسروراً حينما شاهدتك لأول مرة، وربما ستأتي في هذه الأيام ، من أجل أن أضحك معك ، وهذا الشيء بالتأكيد بأمر من الله عز وجل .
أتحدث عن الطفل الصغير مشهور عبد العزيز الشبوي القحطاني ، سعودي الجنسية ، الذي مازال لا يغيب عن ذهني ، ودائما ً متواجد أمام ناظري ،أراه في منزلي ،يبتسم ليّ ،كانه أبني ، الذي تعلقت به ، وجعل من غيابه ، شوكة في قلبي ، حيث لديه اخ آخر ، فما بين عشية، وضحاها ، أُفكر به ، لانه أبن الخمسة أعوام ، أشتاق لرؤيته ، ولأجل ضحكاته التي رسمت بين زوايا منزلي ، وجدت به روحاً جديدة متواجدة في قلبي ، كم أشتاق لك يا مشهور ، فكم جعل مني قلمي، أن أكتب رغم كل الحزن، المحيط بي على فراقك ، والسبب سافرت، وعيناي تدمعان ألماً ،وفراقاً شوقاً لك ؛ من أجل لوعة الاشتياق ،التي لا يعرفها ،الا وكان القلب معلق بالمحبوب ، فأنت أشعرتني ، في شيء غاب عني منذ أعوام عديدة الذي كنت بفارغ الصبر، والاشتياق .
حقيقة ، بأن ّ الأخ العزيز والصديق عبد العزيز القحطاني ، الذي هو والد مشهور ، يعد أصيلاً كريماً وهذا ما لاحظته عن قرب ، وخير من عرفت من خلال ، الجلوس معه وخاصة حينما يأتي عليه ضيف على الفور يقوم في ذبح الذبيحة ،منها كانت في ذات مرة على شرفي وشرف الحاضرين ، حيث حينها قال هذا ابن قبيلة بني صخر مشيدا ًبي بكلام من لطفه الحسن، الذي أخذه على عاتقه من أعماق تربيته الصالحة ، التي أنجبت شيخاً عربياً أصيلاً في تقديم القهوة لمن يزور منزله ،وزاهداً في أحترامه للآخرين ،حيث كان من خلال الجلسة يصب القهوة وبعدها يتم تحميص القهوة ورائحتها الفواحة، التي تنتشر في جميع أنحاء المجلس ، حينها يكفي قوله ليّ وللحاضرين ، يا هلا وهلا ،بالغانمين الذين زادوا منا أبتهاجا ً بحضوركم خاصة أبن قبيلة بني صخر خاصاً بالذكر حضرتي ، فهذا السعودي الأصيل أبا عبدالله ، له معزة خاصة في قلبي ،قمت بمشاهدة أُناس كثيرين ،ولكن أشبه في هذا الرجل، لم تشاهد عيني ، ومن هنا سلامي الى السعودية التي بها عبد العزيز القحطاني ، الذي يعتبر قامة عشائرية من قبيلة قحطان ،فهذه حقيقة عالقة في قلبي منذ الأزل إلى مدى الدهر .