نيروز الإخبارية : صدر حديثاً للشاعر د. طي حتاملة ديوان شعري جديد بعنوان « نبضات لا»، ضم بين دفتي غلافه «108» قصائد، إضافة إلى قصيدة « نبضات لا» التي تشكلت من خمسين مقطوعة شعرية، تناولت في متونها القضايا العربية الراهنة، إلى جانب اشتغالها على الكثير من مفردات الواقع الاجتماعي والإنساني.
يخلص الشاعر حتاملة في ديوانه الجديد لعمود الشعر العربي، إذ حفلت معظم القصائد بالإيقاعات الصحراوية السريعة، غايته في ذلك، الوصول إلى هدفه من خلال القصائد القصيرة التي تبدأ من بيتين اثنين وأكثر، ولكنها تشكل بامتدادها حِمى قصيدة واحدة، أو كأنها كذلك، رغم تعدد الأغراض الشعرية وإيقاعاتها.
موضوعات الشاعر في ديوانه الذي يأتي بعد مجموعتين هما: « بكاء الضاد» و « أم بنا صمم»، تقف على الأحداث مباشرة، حيث يتنبه الشاعر إلى أهمية الكلمة بموازاة الفعل، لهذا تبدأ ارهاصات النص الشعرية منذ أن يلوح في الأفق حدث ما، فالشاعر في ديوانه لا يؤرخ للأحداث بل يتماشى معها في سبيل تقديم وجبة سريعة ربما تسند أو تشارك الفعل المتحرك في الساحة العربية.
كما تقف قصائد الديوان على المناسبات المحلية والعربية والدولية، إمّا نافخاً فيها عناق التجليات، أو مستنكراً لمآلاتها، فهو يراقب، ويحلل، ويتقدّم لتشكيل وجهته الشعرية، وكأن الشاعر هنا لا يكتفي بدوره بل يتعدّاه ليكون واحداً من العناصر الفاعلة في إبداء الرأي والنصيحة.
يرى د. ذوقان عبيدات في مقدمته للديوان، أن الشاعر يمتلك متون الشعر ويجيد العزف على عروضه، فالشاعرية منسكبة كنهر متدفق، أي أنه يتقن الشعر كحس وإبداع، والمجيد يبدأ بفكرة واضحة بذهنه، ثم يعمل على استحضار أدوات تنفيذها.
ويضيف أن الشاعر مثقل بهمّين هما الهم الأخلاقي والهم الوطني، ففي الهم الأخلاقي يقدم دروسا بليغة في الأخلاق، لا يقلل من قيمتها استخدامه للاآت المتعددة التي فاقت السبعين، منوها أن اللا عند الشاعر ناهية آمرة، مبينا أن الديوان بشكل دقيق يمكن أن يسمّى درسا بليغا في الوعظ الأخلاقي والوعظ الديني.
ومن أجواء الديوان، ما جاء في قصيدة» فقر وقهر وعزة نفس»، يقول فيها:» أراكضه الرغيف بكل فجر، وأبحث في المساء عن الغماس، وأسأل من يعاني الفقر مثلي، أتشكو القهر سرا والمآسي، وهل مثلي له بالكدّ باع، بصمت دون ما ذلّ لناس، وهل يدري بأن النفس ترقى، وإن عاش الحياة بها يقاسي، فأحمدُ ربنا ليلا نهارا، لأني العمر أرفع فيه راسي».