الحوار ظاهرة صحية في المجتمع ومدخلا أساسيا لمعرفة طبيعة الشخص الذي تحاوره والاطلاع على نمط تفكيره والسبر في أغوار شخصيته، فالحياة بطبيعتها لا تنكر وجود الحوار منذ أن وجدت البشرية كما أنه صيغة من صيغ التفاهم من خلال تبادل الاراء والافكار وضرورة من ضروريات الحياة لادماج الانسان في محيطه، وبالتالي ايجاد حوارا منطقيا وعقلانيا يقودنا الى افضل النتائج من خلال تسوية النزاعات وانضاج الرؤى وطرح البدائل والحلول.
يقع على عاتقنا جميعا غرس ثقافة الحوار في نفوس أبنائنا منذ الصغر وهذا هو واجب الأسرة والمدرسة والجامعة ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، لأن وجود الحوار أصبح ضرورة من ضروريات الحياة فرضته طبيعة الوجود الانساني، كما أن الحوار يعتبر عنواناً لرقي المجتمعات فكريا وعمليا ومدخلا من مداخل الإصلاح والتنمية ما دام بعيدا عن التشدد وقائم على احترام آراء الآخرين وعدم مصادرتها.
كيف لا يكون ضروريا وهو فرصة لتلاقح الافكار بين المتحاورين كما انه وسيلة للتعبير عن الحاجات والرغبات الأساسية، بقي أن نقول إن ترسيخ ثقافة الحوار مطلوبة كعنوان لحضارتنا وأسلوب لتجاوز ما يواجهنا من أزمات مشاكل وتحديات.