مجلس النواب وما أدراك ما مجلس النواب… نُغيب عقلنا وفكرنا وننتخبهم… ويغيبون بعد ذلك… ويغيب مجلسهم… وأظن لا بل أؤكد أن مجلس النوب، مُبجل في الدستور مظلوم عند الناس والحكومات، في بلدنا ثمة قوى لا تريدنا أن نصبح مثل بقية خلق الله الذين ينعمون بالديموقراطية والمؤسسية والشفافية، لا بل تريدنا هذه القوى أن نبقى ضمن الدول والشعوب (المقروده) إصلاحات عالريحة، (ديموقريطية وليس ديموقراطية)، يريدون مجلس نواب (مسخوط) هلامي لا يعارض يتماهى مع الحكومات حد الذوبان لا بل سريع الذوبان، مرة عبر آلوووو… .ومرة عبر تنفيعات ومكتسبات، المهم مجلس ضعيف ديكوري غير مؤثر، وعبر ممارسات لسنوات ماضية أصبح هذا المجلس النيابي والذي يحمل ملف التشريع والمراقبة مفرغا من مضمونة، تشيطنه بعض الحكومات، وتخطب وده اخرى، وتهمشه حكومة النهضة، ولهذا اصبحت النيابة هم وغم على صاحبها، فلا هو جسم مرغوب فيه من الحكومة ولا مرضي عنه عند الشعب، وساهم بذلك قانون إنتخاب (موجه ومهذب ومقصقص) لإنتاج فئات بعينها، فمن مجلس 1989 الأفضل، إلى الصوت الواحد إلى الدوائر الوهمية ثم الكتل البوهيمية… ! ومجالس أفراد وفزعات مطواعين، لا يحملون بالغالب ايديولوجيا وفكر ومبدأ، مجلس يفتقر لكتل حزبية وأيديولوجية أو معارضة حقيقية، وليس هنالك خلاف أن مجلس النواب القوي يعني دولة قوية، والقوة ليست المناكفة والممارسات المصلحية الضيقة بكل الأحوال.
اما بعد التوكل على الله، الجملة المنشرة هذه الأيام ولا تعليق على الجملة بذاتها فكلنا متوكلين على الله، ولكن إقحام هذه الجملة إضافة لنزولاً عند رغبة الأهل والعزوة والعشيرة والقائمة تطول، وطرق ابواب الناس لاستجداء الأصوات، يجعلنا نشعر بأن الأمور لا تسير بالإتجاه الصحيح مع إحترامي لكل من يرشح نفسه أو يرشحه الناس، نتطلع أن تكون النيابة نيابة أحزاب بتكتلات وبرامج، ومركز يطلب ممن يشغله مجموعة من المتطلبات الأساسية علمية وثقافية ومعرفة وخبرة سياسية واجتماعية وغيرها، غير موجودة للآن ويحققها صاحب الرغبة بالترشح ايا كان تأهيله ومعرفته وشخصيته ضمن القانون الحالي، والأمثلة لنواب (ما إلهم خص بالنيابة) كثيرة وتعرفونها ونعرفها…
تنتابني أفكار بما أن قناعتنا تنحو بعدمية مجلس النواب ضمن إفراغه من مضمونه، فلنفعل ما فعله الرئيس السنغالي عندما حل مجلس النواب وحول مخصصاته للطاقة لحاجة البلد… ! فإما مجلس فعال وإما فلا… ولا حاجة لنضحك على أنفسنا والوضع نفسه بوجود أو عدم وجود مجلس النواب، لست عدميا ولكن الحقيقة تصدمنا كل ذا تفكير بتقدم أو إصلاح عاثر..!
وينتابني تفكير آخر… هي فتره ستشغلنا ونتلهى بها جميعا، نتعرض فيها لسيل من الوعود الكاذبة، والبطولات الكرتونية، وتحرير 67 وال 48 المجلس الذي بعده..!، يتخلل كل ذلك ضرب مناسف، وصدور كنافة خشنة وناعمة، ومشروبات باردة وساخنة، مع تفريغ لشحنات من الكذب والنفاق والتزلف، والخطب العرمرمية، وأضحك وأنا أقرٱ وصايا ومصطلحات انتخابية، نشرت وتفتقت عن خفة دم الأردنيين هذه الأيام:
١) بالتوفيق ان شاء الله : يعني مش رح ينتخبك ...
٢) أبشر بالفزعه كلنا معك : متحمس كثير بس ما بمون على صوت مرتو ....
٣) الله يجيب اللي فيه الخير : غير مقتنع بالعمليه الانتخابيه كلها ....
٤) افتح مقرك مشان الله بدنا نشتغل : جاي على باله كنافه خشنه وبيبسي ...
٥) نراهن على وعي الشباب المثقف والواعي ان ينتخب فلان : يمارس دور المثقف وهو عنصري عشائري ملعون حرسي ...
6) كل الدعم : هاذ صادق والله اعلم ...
7) الك حصه : هاي قصتها قصة وما حدا عارف ايش هي الحصة ....
8) ادعس ولا يهمك… هذا بده يورطك.
9) عندي 250 صوت… لا تصدقه بيكون موزعهن على عشره قبلك.
10) مدعوم من فوق… كذاب لا مدعوم ولا شي بس بده يضحك على ربعه.
11) شعبيتك كبيره… برضه بده يورط المرشح.
12) كنا عند المرشح فلان ما وزع شي… افهمها بده كنافه.
13) بيحكو فلان بيشتري صوات… بده تشتري منه يا معود… .
إذا أستمرت الممارسات والأوضاع السابقة فلن يختلف التمثيل، ولن يختلف المجلس، وسيصل المجلس نواب يبحثون عن 3500 دينار راتب وبدل جلسات وسفرات، ومشيخة ووجاهات، إلا من رحم ربي وهم قلة للأسف، أصحاب المبادئ وحاملي هم الوطن…ولا ننسى في خضم الكورونا اللعينة المواطنيين الأردنيين المغتربين وعددهم يصل مليون ونصف وقد يصل المسموح لهم بالتصويت نصف مليون، ويرغبون بممارسة مواطنتهم وحقهم بالتصويت عن بعد، مع انه ستفوتهم المناسف وكنافة المترشحين..! هل ستضعهم هيئة الاإنتخابات بحساباتها؟… .. حمى الله الأردن.