مرحلة قلقة تحمل تساؤلات كثيرة لدى الأهالي والطلبة، وتصريحات غامضة… مبنية للمجهول من المسؤولين ، ولا نلوم أحد، لأن الكورونا (مسحت الأرض) بكل الإستراتيجيات والمخططات، ولم يسع عتاة التخطيط إلا الفزعة وإطفاء الحريق هنا وهناك، وتمخض الأمر بالحل السحري، التعليم عن بعد، حتى أن عباقرة التدليس والكذب، راودتهم أنفسهم إقناعنا بأن التعليم عن بعد أفضل من التعليم الوجاهي التقليدي، لا بل اصبح موضة لدى البعض والكل ( بيحلف بحياته) ويريدون ترسيخه كجزء او كل من العملية التعليمية التعلمية بمختلف مستوياتها بعد ذهاب الكورونا، ولم نسمع احدهم يذكر التعليم عن بعد بخير قبل ذلك..! وتبقى العشوائية ديدننا لأننا لا نتقن التخطيط وإن خططنا لا ننفذ، وإن نفذنا لا نحسن التنفيذ، إذ يسود نظمنا الإدارية شخصية الرجل الواحد، ولا أريكم إلا ما أرى، وهذا سبب تخبطنا وعدم نجاح مؤسساتنا.
ما علينا… 320 ألف طالب جامعة ومليونين ومئتي ألف طالب مدرسة بإنتظار بدء العام الجامعي والدراسي بداية الشهر القادم والذي يليه، إنتظام أم لا؟ المدارس الخاصة بدأت عروضها خصومات 25% إذا اون لاين..! وغيرها من المحفزات لإقناع الناس عدم نقل ابنائهم للمدارس الحكومية حيث تجاوز الرقم 16 الف… وهي تعاني مع ان طلبتها يصلون نصف مليون ومعلميها وإدارييها يصلون 100 ألف، وهي في النهاية إستثمارات وطنية تأثرت وستتأثر أكثر لاحقا.
السيناريوهات المطروحة، ضمن السياسة الجديدة الإبتعاد عن الإغلاق أوالحضر الشامل، والذي يشكل قتلا لكل شيء ، إنهيار الإقتصاد وما يتبعة من تعطل للنشاطات الإنتاجية والخدمية، وتعثر الشركات، وعدم دفع الرواتب للعاملين، وغير ذلك من البطالة والمشاكل الإجتماعية التي تدق بيت كل الإردنيين، وتدق مالية الحكومة التي تعتمد على الجباية والرسوم والضرائب، وهي على المحك إذا فرض الحضر الشامل،
من هنا فأعتقد أن السيناريوهات المطروحة ستتراوح بين؛ سيناريو التعايش مع الكورونا وتطوراته وسلبياته، وربما الذهاب ولو بتحفظ نحو مناعة القطيع، والذي سيفرض سيناريو المعالجات الجزئية، والتدريس الهجين او المختلط؛ نسبة تعليم عن بعد ونسبة في الجامعات وقد وضعت الجامعات برامجها للفصل الأول على هذا الأساس، وقد تذهب لإغلاقات جزئية لكل جامعة أو كلية حسب معطيات الوضع الوبائي والإصابات، أما المدارس فالموضوع يأخذ بعد أكبر، بداية يبقى الوضع مرهونا بذهنية المناكفة بين الحكومة ونقابة المعلمين، وعدم الإرتهان لتهديد محتمل بالإضراب، وبعد هذا هنالك إحتمال الفترات اذا كان الوضع الوبائي مستقراً، لأن المدارس مكتظة ولا يمكن تحقيق الشروط الصحية بالإنتظام كما كان سابقا، السيناريو الآخر الإعتماد على التعليم الهجين او المختلط مع اعطاء نسبة اكبر للتعليم عن بعد، لتخفيف العبء على المدارس كون البنية التحتية لا تساعد كثيرا، والسناريو الأسهل والمحتمل إستخدامه كليا أو بشكل كبير جداٍ هو التعليم عن بعد، في حال تزايد حالات الإصابة وإنتشارها، وعدم السيطرة على الوباء، وهذه مرحلة لم نمر بها ونسأل الله ان لا تأتي، ولكن الواقع يقول، عكس الحضر والإغلاق الكلي، عدم سيطرة وإنتشار كبير وهذا مرت به اعتى وأكبر الدول والتي لديها إمكانات مضاعفة عنا، يبقى المطلوب من وزارتي التربية ووزارة التعليم العالي أن لا تتأخر قراراتها وإجراءاتها وأن تأخذ زمام المبادرة مبكرا، لإيقاف أجواء الإشاعات والحيرة والتردد والتي تؤثر على الجميع إقتصاديا وإجتماعياً، ويبقى الوعي والنظام والثقة بين الناس والحكومة تطرح اسئلة كثيرة وكبيرة وتبقى سوية ونوعية التعليم والتعلم على المحك في ظل الكورونا التي فرضت علينا ما لا نريد ولا نطيق… .حمى الله الأردن.