لست ضد الإنتخابات… ولا أدعو لمقاطعتها… ولكن أحب بلدي وأهلي وأخاف عليهم مثل اي اردني مخلص يعيش في هذا الوطن.
من يصدق..؟ (إحنا غير عن العالم) بلهجتنا الأردنية… عنزه لو طارت، نحن بلد تفوح منه رائحة الديموقراطية، ورضعنا الديمقراطية مع حليب أمهاتنا… ! ولهذا لا يهمنا كورونا ولا غيره، فلعيون (الديموقريطية) تهون الأرواح… ( وبيقلك إحنا مش ديموقراطيين… !)...من يصدق؟ إذا لنثبت للعالم اننا نجري انتخابات في أوج المعركة غير المتكافئة مع كورونا… فقد اشبعناه حظرا… وشتماً… وحركنا قواتنا واجهزتنا ضده… لكنه لئيم… وخبيث يتسلل لنا من تحت الكمامة ومن رغيف الخبز… وعطسة أحدهم…نشفناه… اخرجنا له الضبع… لكنه ملعون حرسي..داهمنا أخيرا… وأخذ منا ما أخذ… وربنا يسترنا من القادم.
أرقام الإصابات تعصف بعقولنا وتفكيرنا… الوفيات في الأمس كنا الأول على العالم، في الممارسات الإنتخابية حدث ولا حرج… . تجمعات إنتخابية وتبويس لحى ومعابطات وطخ ودبكه وحمل لمشروع النائب الصنديد العتيد، وهتافات تخترق حاجز الصوت… .ومقرات انتخابية داخل العمارات والأحياء السكنية… !
ومطلوب أن نذهب يوم الثلاثاء العظيم لننتخب… من؟ نواب… ومجلس نواب، كنت سأصدق حكومتنا وحرصها على الديموقراطية رغم الموت الكامن في أوراق وصناديق الإنتخابات لو أن مجلس النواب كان مجلسا يعتد به، أخبروني من بداية جائحة كورونا في شهر آذار الماضي، من سمع منكم بمجلس النواب؟ مع انهم دستوريا السلطة الأولى .. آسف سمعنا ببعضهم وهم يحبسون لاختراقهم الحضر… ورأينا سياراتهم تحملها ونشات الحجز… ! هل ساهموا أو قدموا أي جهد وطني بالتشارك مع الحكومة، في الكوارث والطوارئ تم تجميدهم وتهميشهم، ومن قبل قالوها بلسانهم أنهم ديكور..! مجلس النواب الذي نريد غير موجود لتاريخه… النائب الذي نريد غير موجود لتاريخه، الحكومات أفرغت مجالس النواب من مضمونها، وبعد هذا كيف نقتنع بكل هذه الصحوة الديموقراطية... والإصرار على إجراء الإنتخابات في ظل تفشي الوباء وإنتشاره، الأردنيون بغالبهم مقتنعون بعدم جدوى المجلس، وأنه أصبح عبء على الوطن بدل أن يكون أساساً للتشريع والمسائلة، ربما كان من الأجدى تأجيل كل هذه المخاطرة بأرواح الناس، والحكومة تعرف أننا لا نلتزم، فعصبية العشيرة وفزعة الدم وهيجان العصبية وصحن الكنافة وأم الخمسين للبعض… ! تجعلنا ننسى كل الإحتياطات الصحية، ولن أشير لنظرية الحمار والسيرك التي وصمنا بها أحدهم ذات لقاء..!.
نعم إنتخابات بطعم الكورونا… إنتخابات بطعم الموت الكامن في ثنايا ورقة الإنتخاب… هل تستحق هذه الإنتخابات كل هذه المجازفة؟ لا أظن… ولكن حكومتنا ركبت راسها وشربت حليب سباع… وبدك تنتخب يا مواطن… !
سننتخب إن قُدر لنا… دون حماس يذكر… وسنخرج من المولد بلا حمص… أقصد بلا كنافه..لأن الحكومه ستحظرنا بعد الانتخابات مباشره… وسيكون لدينا مجلس منتخب..ولكن متأكدين انه لن يكون أفضل ممن سبقه… وراجعوني بعد اربع سنوات… وكل انتخابات وانتم بخير… رغم كورونا اللعين… حمى الله الأردن.