على الرغم من أن السياسة الأمريكية واحدةً مع تغير أزلام رئاستِها.. إلا أن العَربَ ما ينفكون يتطلعون بشغف إلى نتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك يعود لفنون "صناعة التبعية" التي انتهجتها الإدارات الأمريكية المُتعاقبة منذ عهد "ترومان" على الأقل وحتَّى يومنا هذا، ومارستها في الخفاءِ والعلن على شعوب العالم عامةً والعربِ خاصةً والمُسلمين منهم بالأَخَص "بفتح حرفي الألف والخاء"، وبإمكان المتابع مهما كانت درجة ثقافته أن يعي هذا الأمر ويدركه، وليس الترقب الذي يعيشه العرب حالياً لنتائج الإنتخابات الرئاسية والإهتمام البالغ بمن سوف تُفرزه لقيادة الدفة الأمريكية في قادم الأيام؛ سوا جزء مما أنتجه الصانع الأمريكي يجعلهم يترقبون على سبيل المِثال إعلاناً منافٍ لإعلان "ترامب" حول القدس والمقدسات واتفاقيات السلام الهشة التي ناور بها وساوم عليها مؤخراً عرَّاب "العاصمة اليهودية المزعومة".
الشاهد من المكتوب هو ألا ننتظر هوادةً من "بايدن" إن كان هو الرئيس القادم رغم أنه من الناحية "النفسية والسلوكية" أفضل من "ترامب" وهذا ما قد يُسعف المشهد فقط بتمرير نفس القرارات واتباع ذات النهج، ولكن بطريقة دبلوماسية أفضل من طريقة "ترامب" الثيرانية النيرانية، رغم أن الأخير وبرغم فضاضته وقسوته كان الأكثر صراحةً والأقل مواربة.
أمريكا دولة مؤسسات ونهج مُنظم حتَّى وإن تغيرت الوجوه، وستبقى السياسات هي السياسات مهما طالت الأزمنة والسنوات حتَّى يقضي الله أمراً كان مفعولا، وحتَّى نستفيق من سُباتنا العميق ونسعى بجديةٍ الى الخروج من عصر الظلام التي نعيش.