عند الكتابة عن شهيد تحل الحروف خجلا وترتعد الكلمات وجلا .... وتفيض المآقي.. منتشية بحمأة السيرة، عند الكتابة عن شهيد تصبح الكلام يمامات والقوافي بعض من نشيد، عند الكتابة عن الشهيد تتنفس فواصل العبارات بين شوق وتنهيد.
فالشهداء أنبل بني البشر، وأنشودة الوطن وقلادة مجد ووسام عز على جبينه .. هم شموس تشرق في دياجير الظلام ... وهم الخالدون في الضمائر والأحياء عند ربهم يرزقون .
من بريقا درة قرى الباسلية... كانت الولادة والنشأة، وبعد إنهاء التوجيهي من ثانوية إربد، التحق بكلية الآداب جامعة دمشق... ليحصل على البكالوريوس في الفلسفة..
وحيث كانت الجندية هي قبلة الطامحين في تلك الآونة ، حين كان للجندية نكهة تفوح منها رائحة عطر الرجولة والخشونه ... التحق شهيدنا بجهاز الأمن العام بتاريخ 24/11/1968 برتبة ملازم أول في قوات البادية، وخلال أحداث الأمن الداخلي 1970رفع ميدانيا إلى رتبة نقيب، وتسليمه رئاسة مركز أمن حدود الرمثا ..
ففي مثل هذا اليوم من عام 1971...ارتقع الرمح الصخري "راعي الصفرا" شهيدا حيا وهو يذب عن حياض الوطن العاديات، حيث اشتبك مع مجموعة مخربين على الحدود السورية، مسطرا في سجل الخالدين سطرا مفاده : إذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا ..
وإذا كانت كل فتاة بأبيها معحبة... فأنا أيضا فتاة معجبة بعمي، وكم غالب الشوق قرني لرجل غادر الدنيا وهو في ريعان شبابه ... فيا عمي الحبيب، العين تبصر من تهوى وتعشقه، وناظر القلب لايخلو من النظر، إن كنت لست معي فالذكر منك معي، يراك قلبي وإن غُيّبت عن بصري.
يا عمي الغائب الحاضر، لك الرحمة والمغفرة والله أسأل الله أن يجمعك مع الانبياء والصديقين في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..