علمنا أجدادنا أن كل يوم سعيد هو عيد وهو بهجة وهو سعادة إذا خلا مما يصيب صحة الإنسان ويعكر صفو حياته ويحول أفراحه إلى أتراح.
فما بال أيامنا اليوم؟ أهي كلها أعياد أم اتشحت بالسواد والحزن والحداد خصوصا مع تزايد أعداد ضحايا الكورونا ومنهم أطباء اختصاص جهاز تنفس وصدرية وممرضين شكلوا خط الدفاع الأول في معركة شرسة وضد عدو خفي غير مرئي.
ما بال أيامنا وقد تضررت أشغال ومصالح تجارية كثيرة والخسائر بالملايين؟ ما بال أيامنا وقد تباعدنا اجتماعيا عن بعض وتبدلت وتغيرت عاداتنا وشعائرنا؟ ما بالنا اليوم وقد قيدت حركتنا ونمط سفرنا واجراءات مقيدة لأجل السلامة العامة؟ ما بالنا اليوم والكورونا قد تسللت إلى بيوتنا وخلقت الذعر والخوف في نفوسنا حتى أصبحنا نهنئ بعضنا بعضا بالشفاء من المرض وكأن الإنسان مولود من جديد؟
ما بالنا اليوم وقد أصبحت أيامنا تخلو من الفرح والمرح والرقص والإبتهاج؟ أننهزم أمام هذه الجائحة ونرفع أعلام الاستسلام ونتشح بالسواد ونرفع الرايات البيضاء؟ كلا والف كلا، فنحن لم نخلق لنموت، ولم نخلق للفشل والقنوط، بل خلقنا لنكون أبناء الحياة والحب والجمال والعطاء.
وما شجرة الحياة التي ترمز اليها شجرة الميلاد وأضحت رمزا وطنيا في بلدنا الأردن الحبيب الذي يحتضن مواطنيه جميعا مسلمين ومسيحيين ويوحد قلوبهم على خدمة وطنهم ورفعة شأنه وتقدمه الا مدعاة للإصرار على التحدي للإنتصار على هذه الجائحة بإتباع كافة أساليب الوقاية المطلوبة وترقب وصول اللقاح المعالج الذي سيضع حدا لإسفحال هذا العدو المفترس.
لذلك سنضيء شجرة الميلاد لهذا العام لتبقى تبعث في قلوبنا نور محبة الله وشفائه لكل أمراضنا والنهوض بمجتمعاتنا نحو تحقيق العدالة والمساواة والحرية، وسنجعل للعيد مكانا في قلوبنا رغم كل تخوفنا وقلقنا وحزننا وانبعث شعاع الفرح في قلوب الثكالى والحزاني والمتألمين والمتضررين.
وسنجعل أهزوجة السماء أن تعزف من جديد لحن الفرح في سماء بلادنا المقدسة "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"