يسعي الإنسان في حياته ليحقق ويصل المجد، لأنّهُ هناك الفرح الحقيقي والسلام الحقيقي والسعادة الغامرة. ولربما في حياتنا نحقق نجاحات وإنجازات كثيرة نختبر فيها طعماً من هذه السعادة، ولكنها تبقى ناقصة إن لم نبحث عن المجد الحقيقي، حيثُ فرحُ القلبِ وسعادتِهِ اللتان لا توصفان.
ربما لا نقدر أن نصلَ المجد بكامل أبعاده في عالم اليوم، لكننا قد نختبرُ طرفه ونتذوق حلاوته عندما نختبر خلاص الربِّ لنا، ونشعرُ بمجده في أرضنا وفي وسطنا. ومع قرب حلول عيد الميلاد المجيد، علينا أن نتفكر بمجد الله في عالمنا لأنَّ طفل الميلاد يسوع المسيح قد أظهر في حياته وفي تعالميه مجد الله، وقد جسّد التقاء الرحمة والحق معاً " فالرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما" (مز10:85).
وهنا تكمن رسالة عيد الميلاد المجيد لهذا العام وفي ظل جائحة كورونا بأنْ نُظهر أجملَ معانيَ الرحمةِ بكل أشكالها دون تمييز، ومن الجانب الآخر أن نتمسك بتحقيق العدالة واقامة العدل في الأرض. فالرحمة والعدالة تنبعان من الذات الإلهية وهما صفتان متلازمتان ولا تكون الواحدة على حساب الأخرى، فالرحمة لا يجب أن تُغيّب الحق والعدل، ومبدأ العدالة لا يجب أن يستثنى مبدأ الرحمة.
هذا ما علينا أن نقدمه اليوم لمجتمعنا ولبلدنا، بأنْ نظهر كافة جوانب الحب والرحمة الإلهية في عالم نهشه ظلم الإنسان وجوره وتسلطه واستغلاله، وفي الوقت ذاته أن نسعى لتحقيق العدالة والحق، عندها يَختبر عالمنا مجد الله في وسطنا.