نفى مدير دائرة الآثار العامة، يزيد عليان، ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من العثور على كنوز بحفريات الامانة وسط البلد.
وأضاف أنه زار الموقع برفقة وزير السياحة والاثار حيث تم التأكد من أن الموقع هو في وسط المدينة مقابل المدرج الروماني حيث تنفذ الامانة مشروع تصريف مياه بعبارة صندوقية ضخمة لمنع الفيضان وسط العاصمة عمان.
وبين أنه وبع الاطلاع على الفيدوهات المتداولة، تم التأكد أنها ملفقة وأنها صور ومقاطع فلمية تم تداولها قبل عدة سنوات لاكتشافات في اوروبا وايطاليا واماكن اخرى وليست من الاردن.
وأشار إلى أن دائرة الاثار العامة تتابع كل مشاريع البنية التحتية القائمة في المملكة من خلال مديريات الاثار المنتشرة بكل المحافظات، وان جميع المشاريع يتم الكشف عليها من خبراء الدائرة للتأكد من عدم تأثير هذه المشاريع على سلامة المواقع الاثرية.
وقال إن العبارة الصندوقية وسط العاصمة يتم تنفيذها من قبل امانة عمان للسيطرة على الفياضانات المائية المتكررة التي اصبحت تسبب الضرر للمحال التجارية وسلامة المنشآت المعمارية وسط المدينة وهي ايضا ضرورية لحماية المدرج الروماني الكبير ومدرج الاوديون الصغير من الغرق اثناء تشكل الفيضانات.
وأضاف، "للاسف فإن منطقة انشاء العبارة الصندوقية هي المنطقة التي تحتوي على اثار قديمة ترجع الى عصور مختلفة أهمها العصر الروماني حيث كانت هذه الاثار مغمورة بما يسمى سقف السيل الذي تم تنفيذه عام 1964 وحتى عام 1971 وغطى الكثير من العمارة الاثرية التي كانت قائمة على ضفاف نهر عمان او سيل عمان الذي كان يجري وسط المدينة لالاف السنين".
وبسبب الاعماق التي تحتاجها العبارة الصندوقية فقد بدأت البقايا الاثرية بالظهور مع أعمال الحفر مما استدعى الى تشكيل فريق عمل فني من خبراء الاثار من دائرة الاثار العامة ومديرية اثار العاصمة لمتابعة اعمال الحفر وتوثيق الاثار التي يتم العثور عليها وانقاذها، حيث بدأت اعمال التنسيق مع الامانة منذ الاكتشافات الاولى التي اكدت على وجود البقايا الاثرية بمسار العبارة الصندوقية الممتدة لاكثر من 200 متر امام المدرج الروماني وسبيل الحوريات.
وقد تم العثور على بقايا حمام روماني يتكون من اقبية الحرق وتسخين المياه مع بقايا الارضيات المبلطة فوق هذه الاقبية التي كانت تتشكل منها غرف الحمام للبرك الساخنة والدافئة التي كان يستعملها عامة الشعب في القرن الثاني من العصر الروماني، وان دائرة الاثار العامة تسعى جاهدة لايجاد حلول مناسبة لانقاذ الاثار التي في مسار العبارة الصندوقية وهي امام خيارات صعبة بين الحفاظ على البقايا الاثرية وبين حاجات وسط العاصمة وعدم توقيف هذا المشروع الذي سيسبب الارباكات المرورية وتعطيل الحركة التجارية للمدينة.