كتب العقيد المتقاعد محمد رفيفان الرقاد كلمات يرثى فيها ابنه سيف الذي انتقل الى رحمة الله تعالى منذ عامين وتاليًا ما كتبه :
سيف ابني حبيبي سنتان مرت بكل ما فيها من ايام وشهور وسنوات على ذكرى فراقك , مرت سريعة في عمر الزمن, ولكنها يا بني ساكنة لدي ,فأراني وكأنما عقارب ساعة الزمن والليالي والسنوات قد سكنت قد توقفت , وكذا هو التاريخ والحاضر فكانهما في حياتي قد توقفا عند ذاك اليوم الخامس عشر من كانون الاول , ذاك اليوم الذي سرق مني الفرح واغتال حقيقة وجودك, وسرق شبابك وخلف في قلبي لوعة , سنتان وكانما الدنيا قد توشحت بسواد كابحر لجية يغشاه موج من فوقها موج من تحتها موج, ومن بين تلك العتمة تطل نجمتان تنيران ليالينا , وشموس تدفئ ايامنا , وردتان هن نوف وروز سيف محمد الرقاد, طفلتان لم يعرفن معنى الابوة ولا حقيقة عيشها , ولا معنى بوحها , نوف وروز فراشتان تحلقان بين ثنايا المكان ما ان سألتهما عن اليهما يقفن شامخات كوقفة ابيهما الذي رحل وقد كان ايقونة اردنية بامتياز ، كان سيف احد رجالات الوطن ممن يصلون ليلهم بنهارهم كما تعود رجال مكافحة المخدرات ، سيف رحل ورحلت معه احلام صغيرة لم يمهله القدر وقتا لتحقيقها ، سيف رحل بشبابه وبآماله مخلفا ورائه طفلتيه الذي لم يمهله القدر ان يغمرهما بحنانه ، سيف الشاب اليانع والد روز ونوف ابى الا ان تبقى ذكراه ماثلة امام الجميع وباقية مدى الايام ، سيف الحاضر الغائب غادرنا سريعا وعلى حين غرة الا انه ابى الا ان يترك لنا قطعة من قلبه هما التوأمان روز ونوف اللتان يرفعن رؤوسهن عاليات مشيرتان باناملهن الصغيرة بعمر سنواتهن القليلة نحو السماء ليجبن السائل عن والدهما ببساطة الطفولة وبنقائها انه هناك بابا هناك في الجنة عند ربنا هو يرانا ويرسل لنا الهدايا .وكانهما في كل لحظة ينتظرن عودة الغائب
ابني سيف عزائي ان الله ترك لي من بعدك ابنتيك هن قطعة منك ورائحة من رائحة عطرك البهي ووجهك الندي ،
وكذا هي زوجتك هي دوما ترفع اكفها للخالق عز وجل ان يرحمك ويكرمك كما اكرمتها ويوسع مدخلك وتذكر حلاوة تلك الايام التي عايشتها بجوارك وكم يحلو لها الحديث عن ذكرياتكما معا
بني ,,,,,نم هنئا فهن امانة في عنقي الى ان يرث الله الدنيا ومن عليها واعدك يا بني بان تبقيان في سويداء عيني ومهجة قلبي لك من الله الرحمة وليكن قبرك مفروشا بفراش الجنة..