بات الإعلام الحديث بأنواعه المتعددة والتكنولوجية المختلفة آلة تتحكم بعواطف الشعوب وتوجيه مشاعرها، فضلا عن صناعة الرأي العام ونبض الشارع، ويأتي ذلك في وقت أصبح فيه الطفل والشاب والشيخ قادرين على النشر وقراءة منشورات الفيسبوك ورؤية اليوتيوب وغيرها، ومطالعة المنشورات الإعلامية والتعليقات عليها وكتابة تعليقاتهم بذات الوقت.
الجو العام وحالة التشاؤم أو التفاؤل الشعبية، وحالة التقبل للأشخاص والحكومات والرموز، كلها تخضع بشكل أو لآخر لأدوات مؤثرة هادفة
سواءا خيرا أو شرا، والحملات المعادية كثيرة وصناعها من الوسطاء كثر، والمآرب متعددة، والمستفيدون في نهاية السلسلة قوى خفية، تستنزف طاقات الشعب فالدولة.
لا يختلف إثنان على أن قيادات الإعلام الأردني لم تنجح في صناعة إعلام دولة موجه بناء هادف، لا بل أن أخبار مواقع إعلام الدولة أصبحت للأسف -وهذا ليس جيد- تواجه التشكيك محليا من ناحية والهجومية بالتعليقات والطعن من ناحية أخرى.
نعلم جيدا بأن الشفافية والمصداقية والعدالة والحريات مطالب هامة، وأن الرضا العام مطلوب، ولكننا نعلم كثيرا بأن الغالبية لا يقدرون بأننا في مركب واحد وأن غرقه لا قدر الله تعالى يعني غرق الجميع.
بعض المواقع الإعلامية للأسف وفي فترة الربيع العربي خرجت عن طورها طلبا للشهرة وبإسم الحريات، وفتحت الباب على مصراعيه للتعليقات على أخبارها دون حسيب أو رقيب، وكانت قد سببت وطورت حالة من الإحتقان والإنفلات، وسببت اليوم حالة السوداوية والتشاؤم والهجومية التي نعيشها، وتزامن ذلك مع غياب إعلام دولة يشكل مرجعية للجميع بمصداقيته وشفافيته.
الأعراض الخاصة بهذا التحدي تحكي اليوم عن جمهور لا بأس فيه يستسقي الحقائق من بث خارجي، والمحصلة تشتت في الرأي العام، وحالة إحتقان ترافقها سوداوية وتشاؤم شعبي -وهذا ليس جيد-.
الوضع العام بسبب الفقر والبطالة وآثار جائحة كورونا تجعل المنابر التي تتهم وتهاجم وتنذر بالإنهيار أكثر مصداقية، بينما الإعلام الذي يتحدث عن إنجازات وبناء ومؤسسات تعمل وأمان يعم، فقد أصبح للأسف موقع سخرية وتندر وتعليقات هجومية.
أين الحل؟
في منتدى النهضة إضافة لبرامجنا الإقتصادية القائمة حاليا، فنسعى لعلاج الأمر بتبنى طرح إعلامي وطني يكاشف بالحقائق، يدعو للمتابعة في مراحل الإنجاز، يضع الجميع بالتحديات، يستمع للحلول الشعبية الناقدة البناءة، ويري مقاييسا لتقدم سير العمل، بينما يوصل الشكاوى والمقترحات والطروحات للوزير والمدير العام والمسؤول المعني أولا بأول.
"أردنبوك" هو موقع تواصل إجتماعي هادف وإعلامي لا بد من تطويره تكنولوجيا، وفتح الباب لكل الأردنيين للتسجيل عليه، يضعنا بقلب الحدث، ونخطط جميعا من خلاله (أين نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف نحقق ذلك؟).
يأتي ذلك ضمن خطط وطروحات منتدى النهضة، لصناعة وإرساء دعائم المشروع النهضوي الملكي دولة الإنتاج، بهدف تحقيق دولة منتجة تعتمد على ذاتها ومكتفية ذاتيا، قادرة على تشغيل أبنائها وتحقيق طموح الشعب الأردني العظيم في مدنه وقراه وبواديه ومخيماته وأريافه.
هذا ونؤمن كثيرا في منتدى النهضة بأن الحالة المعنوية للشارع ليست فقط نتاج الحالة الإقتصادية، بل لغياب آلة إعلامية جامعة تقيم وتقوم، وأن إيجادها يشكل جزءا كبيرا من الحل.