تميزت السياسة الخارجية الأردنية التي يقودها جلالة الملك خلال المراحل المتعاقبة من تاريخ الاردن بِنهج يتسم (بالبراغماتية) والعقلانية، و الإلتزام القوي بالجانب القِيَمي والواقعية واستقلالية القرار بعيدًا عن المغامرات الغير مدروسة، مع القدرة الكبيرة على إعادة إنتاج دوره الريادي في المنطقة في عدد من المراحل الحرجة التي مر بها في تاريخها، ونجاحه في الحفاظ على حالة الاستقرار وسط ما يحيط به من بيئة تميل إلى غير المستقرة في اغلب الاحيان اعتمادًا على جبهة داخلية وطنية قوية.
إن القضية الفلسطينية كانت من أكثر العوامل تأثيراً في السياسة الخارجية الأردنية، كما أنها عملت على تعظيم الدور الأردني في المنطقة والعالم، تأكيدًا على أنه لا يمكن تجاوز الدور الأردن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لما يتمتع به من موقع جغرافي وسياسي. حالة الارتباط الأردني الفلسطيني واللحمة بين الشعبين والتنسيق المستمر مع كافة الأطراف المعنية وكذلك النهج المتوازن في السياسة الخارجية الأردنية والاحتفاظ بدوره المحوري في الإقليم والابتعاد عن سياسة المحاور في العلاقات الدولية اعتمادًا على نموذج ديمقراطي مستقر يتماشى مع المتغيرات في ظل ما يحيط به صراعات وأزمات توصف بالعميقة.
إن هدف السياسة الأردنية الخارجية تدور حول نظام إقليمي يؤمن للجميع العيش الكريم بسلام ويساعد على الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بعيدًا عن الاستقطاب والمحاور التي تسبب الضرر للمنطقة، ورغم ذلك، تؤكد دائمًا السياسية الاردنية الخارجية بالأقوال والأفعال أن المملكة لا تقف وقفة المتفرج أمام الأزمات التي تعصف بالمنطقة، رغم اختلاف الأولويات والمصالح الا أن دورها محوري، حيث تدرك جيدًا بأن أي خلاف سياسي أو أيديلوجي، قد يصيب المنطقة بأكملها، وسيكون له تبعات يصعب على الدول كافة تحمل تبعاتها والتعامل معها بمسؤولية، وقد تؤدي إلى مزيد من الدمار والخراب.
أن الدور الأردني لكل ما يراه أولوية حاضر بقوة، ولم يتأثر أو يضعف، ويؤكد ذلك التحركات التي يقوم بها رأس الدولة جلالة سيدنا حفظه الله منذ فترة، وتجلت في هذه الايام، والتي تصب في مصلحة الوطن العربي وأمنه واستقراره.
الاردن يوصف بأنه بوابة المنطقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بسب العلاقات التاريخية المتجذرة والتي تلعب دور أساسي في مصلحة المنطقة بشأن مقاربات جديدة محتملة من قبل الإدارة الجديدة في البيت الأبيض وتوحيد الموقف العربي من حيث التعامل مع المتغيرات بما يضمن أولوياتها السياسية.