لحظات ايها الأخوة وتهبط الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي ... لحظات سرمدية شعرت انها لن تنتهي ابداً ... لحظات وأهبط في ارض الوطن وما أغلى وأجمل الوطن ... الوطن أيها الأخوة هو تاج على رؤوس ألمقيمين فيه لا يراه إلاّ المغتربون والمسافرون ... الوطن هو الوجود ..هو الحياه.... ولله درامير الشعراء عندما قال:
وطني لو شغلت بالخلد عنه ...................... نازعتني اليه بالخلد نفسي
الوطن ايها الأخوة كلمة ولكنها اكبر من ذلك معنى لا يقّدر معناها الاّ من لفحته رياح الحنين والشوق .... إلاّ من عانى من الغربة .... والغربة حنين دائم والوطن كرامة وامان وفي ذلك ايضاَ يقول الشاعر:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة .......... واهلي وان ضنوا عليّ كرام
ولذلك نرى ونشاهد مدى تمسك الانسان بوطنه عندما يسكن مجموعة من الناس في منطقة كوارث طبيعية كأن تكثر فيها الزلازل او البراكين أو الأعاصير ولكنهم يتمسكون بأوطانهم لا يبرحوها لأن البلاد عزيزة وان جارت أو يتعرض الانسان الى ظلم ذوي القربى الذي هو اقوى على النفس من وقع الحسام المهند ولكنه يتمسك بالأرض لأن الأهل كرام.
وسرح الخيال فيّ بعيداً .... سنهبط في مطار الملكه علياء الدولي، الملكة التي ضحّت بحياتها من أجل رفعة الوطن والتأكد من مدى جودة الخدمات التي تقدّم لأبناء الشعب عندما استجابت لصرخة من سيدة جنوبية تشكو من تردي الأوضاع الصحية في احد المستشفيات فقررت الذهاب بنفسها رغم سوء الأحوال الجوية وقدمت روحها قرباناً للوطن وسجلت إسمها بأحرف من نور في سفر الخلود.
أكثر من ٤٤ عاماً مرّت على هذه الحادثة ولكننا لا نزال نذكرها وبكل الفخر والاعتزاز لآنه موقف عز و وسام شرف تقّلدته جلالة الملكة التي رحلت بجسدها وتركت فينا معاني ومواقف نستذكرها كلما ترّجل فارس أو سقط شهيد ، معاني التضحية بكل شيء من اجل الوطن وسعادة ابنائه لأن امانة المسؤؤلية تقتضي ذلك وامانة الرعايه ايضا .
يا وطني الكبير بمواقفك ... يا من على ترابه درجت ومن حليب امهاته ارتويت العزة والكرامة والكبرياء ومن مدرسة الهواشم تعلمت معاني التضحية والرجولة والفداء .... يا شامخاَ كالطود ويا خالداً كسيرالشهداء ويا عالياً كالنسرسلمت ودمت وعهداً ان يتجدد حبي وحب كل اردني شريف يوماً بيوم ولحظةً بلحظه وليرحم الله كل الشهداء.
في ذكرى إستشهاد جلالة الملكة علياء الحسين رحمها الله