الأكاديمية جوهر بخشعلييفا رئيسة معهد الدراسات الشرقية لدى أكاديمية دمية العلوم الآذربيجانية الوطنية
يحيي الشعب الآذربيجاني الذكرى التاسعة والعشرين على إبادة جماعية "خوجالي”، التي قامت بها القوميون الراديكاليون الأرمن بحق الآذربيجانيين المتسالمين العزل، ليلة السادس والعشرين من فبراير 1992، و أسفرت هذه الجريمة عن قتل 613 بريئا منهم 63 طفلا، 106 نساء، 70 مسنا، 3 محروقين حيا، 56 قتيلا قتلا همجيا و ببشاعة، 25 طفلا فقدوا كلي والديهم، 8 أسر تم قتلها بالكامل، 155 أسيرا و مصيرهم لا يزال مهجولا حتى أيامنا الحاضرة و 1275 أسيرا تعرضوا للاذى الجسدي و التعذيب بأشكالها المختلفة.
انتهجت ارمينيا عدة مرات، سياسة الابادة الجماعية و التطهير العرقي ضد الشعب الآذربيجاني بشكل متتابع ما بين أعوام 1905، 1918، 1920، 1988 و اتبعت سياسة التوطين غير القانوني في اراضي آذربيجان بمساندة من القوى الاقليمية. تم إراقة دماء آلاف من الآذربيجانيين الأبرياء العزل و القضاء على كثير من الأجيال بالكامل نتيجة أعمال أرهابية دموية أرتكبتها الفصائل الأرمينية القومية الارهابية.
إن مأساة خوجالي هي استمرار وأشد صفحة دموية في سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يمارسها القوميون الراديكاليون الأرمن ضد الأذربيجانيين منذ ما يقرب من مائتي عام. كان للأيديولوجيين الأرمن هدف بعيد النظر في ارتكاب الإبادة الجماعية في خوجالي ، والتي لا مثيل لها في تاريخ العالم بسبب حجمها وأهوالها. كان الهدف هو الاستيلاء على ناغورنو كاراباخ والأراضي الأذربيجانية الأخرى ، لتحطيم إرادة شعبنا في النضال من أجل الاستقلال وسلامة الأراضي. لكن العدو المكروه لم ينجح. صحيح أن المأساة هزت الشعب الأذربيجاني بأسره وألحقت بشعب خوجالي بجروح لا يمكن علاجها وضربات معنوية.
تحسب مجزرة خوجالي المرتكبة من قبل الوحدات العسكرية الأرمنية في حق الآذربيجانيين جريمة ضد البشرية و ذلك بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية و المعاقبة عليها، التي هي مصدر رئيسي لتنظيم حقوق الإنسان و المحافظة على الحقوق و الحريات على الصعيد الدولي. الإبادة الجماعية هي قتل متعمد لجماعة بسبب دينها و مذهبها و لغتها و عرقها. تطلق تسمية الابادة الجماعية على أعمال القتل الجماعي المرتكبة على أيدي الحكومة. و بموجب اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية و المعاقبة عليها و التي اعتمدت من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة في 9 ديسمبر عام 1948 ضمن قرار الجمعية العامة رقم 260 أصبح من المندوحة المحاكمة و المعاقبة على مرتكبي الابادة الجماعية.
وقف الزعيم الوطني حيدر علييف على الدوام موقفا حساسا من مجزرة خوجالي و شارك في جميع فعاليات تجري سنويا بمناسبة ذكرى المجزرة و تذكرها بمشاعير بالغ الحزن و الألم. وصف الزعيم الوطني حيدر علييف هذه المجزرة كأكبر حزن و ألم راود قلب الشعب الآذربيجاني، فضلا عن أنه سماها بأمجد و أشرف طريق للنضال و التحرير الوطني اجتازاته آذربيجان خلال تأريخها متعدد القرون. قال الزعيم الوطني حيدر علييف مشيرا الى المكانة الخاصة لمأساة خوجالي في تأريخ بطولة شعبنا: إن هذا الحادث يمثل نموذجا لتمسك كل ساكن في خوجالي بأرضه و شعبه و وطنه من ناحية، و مجزرة ارتكبتها القوى الارمينية القومية الهمجية في حق آذربيجان، ظاهرة غير مسبوقة للهمجية و القسوة من ناحية أخرى".
كانت مجزرة خوجالي إحدى من أفظع الوقائع في تاريخ الصراع الأرمني الأذربيجاني حول ناغورنو كاراباخ ، والذي بدأ في عام 1988. يمكن اعتبار هذا الحدث من أفظع المآسي وأبشعها في القرن العشرين. بموجب قرار مؤرخ ب25 فبراير عام 1997 بشأن تخصيص دقيقة للصمت لذكرى ضحايا مجزرة خوجالي.
في السنوات الأخيرة تم القيام بكثير من الأعمال و الفعاليات بهدف إطلاع العالم على ما حصل في خوجالي من الأحداث الهمجية و القتل و المجازر، و فضح ما ارتكبته أرمينيا بدعم القوى العالمية العسكرية من الجرائم ضد البشرية، على الساحة الدولية، و صدرت كتب و وثائق باللغات الأجنبية. و مختلف مؤسسات دولة بما فيها معهد الدراسات الشرقية لأكادمية العلوم الوطنية الآذربيجانية عن موقفها من مجزرة خوجالي. لقد اطلعت بلدان أوروبية على حقائق مجزرة خوجالي و ذلك بفضل الأعمال و الفعاليات المتتالية و المتواصلة التي يتم تحقيقها اليوم تحت رعاية الرئيس إلهام علييف. هذا وعهد الرئيس إلهام علييف الى السفارات و الجاليات الآذربيجانية بتعريف و تبليغ حقائق آذربيجان على الساحة الدولية و عبر المجتمع الدولي.
في هذا السياق، بمبادرة النائبة الاولى السيدة مهربان علييفا تم اتخاذها الخطوات الملموسة بمناسبة ذكرى مجزرة خوجالي في عواصم مختلف دول العالم.
و تدل كل هذه الفعاليات و الأعمال و الأنشطة على أن الرئيس إلهام علييف كمل بنجاح ما أقدم عليه الرئيس الراحل حيدر علييف من الأعمال، مما أدى الى تحرير أراضينا التي كانت تحت احتلال الارمن و لم تذهب دماء شهدائنا و شهداء خوجالي هدرا.