علي رتم شراء الوقت والبقاء في ذات المكان مازال نتنياهو يمارس عزف ذات الايقاع وترقص الاحزاب الاسرائيلية على ذات النغمة، فالتوقعات مازالت تشير ان نتنياهو لن يستطيع في الانتخابات القادمة تشكيل حكومة على المقاس الذي يريد كما لن يستطيع لبيد او جدعون ساعر تشكيلها الا اذا كان هنالك عناية دولية وهذا ما سيجعل نتائج الانتخابات حسب استطلاعات الراي بحاجة الى انتخابات جديدة.
وسيبقى الحال على ما هو عليه الا ان يتغير الرتم ويتغير معه الايقاع عندما يصبح المشهد العام قادرا على لفظ نتياهو وعامل على ايجاد مركب حكومي مستقر ينهي حالة شراء الوقت التي مازال يمارسها بيت القرار في تل ابيب منذ اربع سنوات وفي خمس انتخابات عملت سياسيا على ابتزاز ترامب ومن خلال مطعوم كوشنير لو تعمل حاليا على تحصين ما تم الحصول عليه في عهد ترامب من برنامج بايدن القاضي بتنفيذ الحل والذي بدا يلوح بالافق في حال تم استثمار ذلك البيت الفلسطيني خصوصا بعد قرار الاجماع الدولي بوجوب انهاء عقدة النزاع في المنطقة والتعاطف الدولي التي حصلت عليه القضية الفلسطينية من بيت القرار العالمي وهذا ما شكل ارادة دولية كامنة تقف تجاه تنفيذ ما يراد تنفيذه.
وهو المبتدا في الجملة السياسية الذي سيجعل من يعرقل ما هو مطروح معرض لعارض قد يخرجه خارج المشهد العام او يحرج في قضايا داخلية تجعله كامنا بلا قوة محركة وهذا ما يجب ان يكون في الحسبان عند التعاطي مع صورة المشهد القادم والذي يتوقع ان يكون مدخل الحركة فيه متوقفة على درجة انقشاع غيوم كورونا وبداية الدخول في مرحلة التعافي حيث يتوقع ان تشهد المناخات الاقتصادية حالة انتعاش في حجم التداول وفي الميزان التجاري تحرك العجلة الاقتصادية تنهي مشهد كورونا بكل ما فيه من مآس، وهذا يتوقع ان يحمل بداية انفراج على حقيقية للمنطقة وقضاياها وعلى البشرية لعودة ميزان الحركة فيها.
اما الخبر في الجملة السياسية فان يحمل عملية الشروع في بناء تكوين جديد في المشرق العربي كما يتوقع ذلك بعض المتابعين حيث ينتظر ان يقوم هذا التكوين الاقليمي الجديد عن اعلانه على ضبط ايقاع مناطق تمدد النفوذ في الاقليم بما يحفظ درجة التوازن الجيوسياسي وعناوينه، وهذا ما سيسهم في بناء هيكلي يحمل طبيعة النسق القادم والذي ينتظر ان يقسم مراكز العمل ومساحاته وفق مراكز سياسية وعسكرية وامنية ونجارية ودينية كما يعتمد مساحات التنمية في المناحي السياحية والرياضية والخدمات المتممة.
ولعل حالة المخاض التي تشهدها المنطقة وتغير ميزان مراكز الاحداث فيها قد يجيب على بعض الاسئلة والاستفسارات الضمنية التي تسال عن اتجاه البوصلة، فان واقع المؤشرات تشير ان المنطقة بدات تظهر علامات التحول بكل ترتيباتها وعناوينها، لذا ينتظر ان تبقي المنطقة تحت وطأة الحالة السائدة الى حين اشهار الجنين القادم باطارة الجديد ونهجه القويم والقيادة الواعدة، وكما ينتظر ان يبقى الجميع منشغلا بالدوران حول الكراسي الشاغرة او منهمكا في البحث عن مراكز استقرار واسعة او متعددة الاغراض داخل الاطار العام.
حيث يتم اختيار القيادات القادمة وليس انتخابها وان البعض يمارس ذلك عبر صناديق الانتخاب الشكلية حيث يؤطرها قواعد العمل الاقليمية الساقطة ولا تنظمها عوامل ذاتية رافعة، بذا كانت السياسات الساقطة في المعادلة القادمة تشكل ميزان الحماية والاختيار والروافع الذاتية ينتظر ان تحمل من اعلى وليس من ادنى، وهذا ما يجعل حالة التنبؤات محدودة المسافة وتذكرة الدخول على البرنامج القادم لم توزع بعد، والى ذلك الحين ستبقى اسرائيل تدور على رتم الفك والتركيب على اعتباره مرنا ولا ينكسر، فان صناعة القيادات في تل ابيب ليست ذاتية بل ساقطة ومستجيبة للظرف الموضوعي المتغير.