متعب الصقار الأردني الأصيل، الذي كبرنا على ترانيم صوته العذب و أغانيه التي رسخت التراث و الفلكلور الأردني على مر الأجيال ، و التي تحمل رسالة في مضمونها الحفاظ على الهوية الأردنية بطابعها الأصيل و التاريخي و المعاصر، غنى للجيش العربي و للوطن، و حافظ على الوطن بصوته و كلماته و كأنه قطعة من جسده حماها حتى آخر رمق من عمره.
فلا ننسى تراويد الأعراس، و جمال وجه تلك الأم التي تردد خلفه فرحا بولدها، و لا ننسى ليالي الحناء التي غنى فيها (يا زريف الطول) (و جفرا و هي يالربع)، و كانت هموم الشعب و الوطن جزءا من رسالته كما في أغنيته الجميلة (يا بنت لا تشدي على وترنا)، و غنى للحب و العاطفة و للعلم و الأم، فهو مدرسة من اللون الغنائي الذي أسس قواعد أصيلة في تاريخ الفن الأردني.
هناك لفلسطين ، صدح صوته الشادي و هو يغني (ياشعب الجبارين عنوانك فلسطين) ، اليوم و قد فارق متعب الحياة و القدس تنتفض ألما من إحتلال غاشم جعلها تغضب و لكنها يا متعب صامدة و سيبقى صوتك العذب في ذاكرتها مدافعا عنها.
غادرنا متعب و في القلب غصة و في العين دمعة و لكن إرثه باق في التاريخ الأردني، و سنبقى نحن الأردنيون نستذكره حبا ، ونفتقده كقامة فنية حفرت على جدران الوطن كلمات انتماء و وطنية، و رسمت لوحة أصيلة في الذاكرة، و وضعت وسام الفن و الأصالة على طريق الخلود.