القرى في جيد جراسا كواعب تعزف على اوتار القلوب ، تتضوع بالحُسن والاريج والشذى ، يعشقها البصر ، ويتمدد بالنشوى في رحابها الفؤاد .
يا سيدة العناقيد " مدي بساطك و املئي اكوابي "
على مداخلها مطرز بحروف المحبة والامل " يا زائر كفر خل توقف ؛ لدينا الحياة ومنك الامل " ، لعمري لأنتِ خير من يمدنا بحلو الحياة وحلو الامل .
بلدة ؛ اول ما استيقظ العنب في كرومها ؛ واول ما نضجت العناقيد على سنامها ، ترتوي من شمس قفقفا والمشيرفة ، وتغفو على افق اصيلها صخرة وعبين ، وعلى الميسرة تستريح بليلا والنعيمة ، وسوف تعطر الميمنة .
كفر خل ولدت في حضن اربع تلال السناد والعاهد والجبل الغربي وابو سرحان ، وعلى غاربها مقدار " مقرط العصا " يرتقي رأس منيف بهيبة الوقور .
كفر خل بلدة يشرب التاريخ من رحيق خلها ؛ وعلى مغزلها مر نول العصر الحجري والروماني والبيزنطي والاسلامي ؛ والشاهد دير مروان وخربة حطين وسنابك خيل شرحبيل بن حسنة ، والمرقب لا زال يرصد طريق الحجيج ودروب القوافل وارتال الجحافل .
ورّان لم ينضب والزاغ لا زال نديا والخضيري لم تجف حصبائه والحورة يغسل وجه الصباح بالطل ، ومطل القمر لا زال يسامر الرعاه والرواق سمير العشاق ومعّك الحصان لا زال يسمع صليل السيوف وعراق الشمس لا زال يتبع اثر الصهيل ، ودير مروان صداه يناجي شرحبيل ، ومرقاب العنز يغازل القوافل " الى روضة العنز التي سال سيلها عليها من البلقاء الارعن الحمر " .
ولا زالت اسراب القطا واسراب الواردات على البير الشمالي وزغاريد الصبايا تردد :
" البير الشمالي طافح كل الخلق يردونه
شوقي غزال مصور ومكحلات عيونه " .
كفر خل يا حسناء الطبيعة لا زالت اشجار ديغول تعانق الافق وتستمطر السحاب " ولا زلتِ تنقعين جفاف ارواحنا بالرذاذ " ، ولا زال الطل يهمس للاديم الغض :