نيروز الإخبارية : استضاف جاليري قدرات "ابيليتز" المستكشف والمغامر لؤي العتيبي مُعد ومخرج سلسلة حلقات اكتشاف المجهول ضمن برامج الجزيرة الوثائقية حيث تم استضافته بندوة وحوار مفتوح مع عدد من عشاق المسير والترحال والطبيعة في الأردن وقدم الحوار الرحالة والفنان والفوتوغرافي عبد الرحيم العرجان مدير الجاليري.
وتناولت الندوة عدد من المحاور والتي استمرت لساعتين بعد بثها على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أكبر انتشار وفائدة تماشياً مع بروتوكولات السلامة العامة لجائحة الكورونا، فقد بين العتيبي كيفية بدء هذه الهواية وتناميها وسبل تطورها والتعبير عنها حتى أصبحت رسالة إنسانية معرفية تبنتها الجزيرة الوثائقية، فلم يكتفي بزيارة الأماكن والانبهار بأضواء المدن وشاهقات أبراجها بل زارها؛ ففي كل دولة أسرار ومعالم وأشخاص يتطلب التعرف عليهم ودراستهم من حيث التاريخ والتراث وما حولهم من عالم محيط بما فيه من حياة فطرية تثري الفكر وتغني المعرفة، فجميع المدن تتشابه إلا بالطبيعة والإنسان .
كما تطرق لكثير من الأمور والقصص التي دارت خلف الكواليس في ظل الابتعاد عن الحياة المدنية لمدة أسابيع أو قد تستمر لأشهر حتى يتم إعداد حلقة ناجحة، وقد أشار لتأثير ذلك على نفسية فريق العمل في أجواء كلياً تختلف عما نعيشه وتعودنا عليه بالمدينة، وسبل السلامة العامة، وآليات الوصول للشعوب في مواطنهم بالمناطق النائية، والتصارح الرسمية، واللقاحات الطبية اللازمة، وما بيننا وبينهم من فجوة ثقافية لا يجوز انتهاكها أو التغير فيها ما دام هذا هو مطلبهم وقرارهم، لذلك كنا نقوم ببناء مخيمنا بعيداً عنهم احتراماً لذلك بمسافة تصل إلى خمسة كيلو متر.
أما عن الحيوانات المفترسة وكيفية استطاعته بالاقتراب منها، كالدبب والضِباع والسباحة مع التنين، فقد قال أن هذا الأمر يحتاج لدراسة كبيرة وحكمة لمعرفة وتوقع رد فعل الحيوان حتى يستأنس، أما ما يتم مشاهدته بالحلقة فقد احتاج إلى فترة طويلة من التدريب والمحاولة والتجربة، ولم يكن مشهد تمثيلي أو إحضار حيوان وتصويره كما يعتقد البعض فهذه حيوانات برية، ولقد صورت في موطنها الأصلي ضمن محيط حياتها الحقيقي بوجود مختصين ذوي خبرة كافية لأي طارئ ولتدخلٍ سريع حمايةً للطرفين.
وأضاف بأنه قد رأى كثير من معتقدات الشعوب دون التدخل بها اطلاقاً من واجب نقل الصورة والواقع فقط، ومن الأمثلة على ذلك تحضير الأرواع والعلاج بالسحر وإخراج جثث الموتى بطقوس معينة وشرب دماء الحيوانات وآلية ذبحها المختلفة عنا واحترامهم الكبير لنا وبساطتهم وتواضعهم الإنساني المدهش المستمد من الفطرة، ومع ذلك كانوا يقدّروا أهمية الضيف القادم إليهم وإظهار كرمهم الكبير للفريق.
وأشار لمدى علاقة الإنسان وتعلقه بالأرض كُلاً حسب موطنه فيأكل ويلبس ويسكن من ضمن محيطه وبيئته وتكيفه معها، إشارة إلى أهالي جبال الأنديز والأمازون وغيرهم من الأعراق وشعوره اتجاههم عندما حدثت حرائق العالم هناك، والتي تعتبر رئة كوكبنا التي من الواجب علينا الحفاظ عليه من أية تلوث بيئي واستكشاف غياهبه والتفكر فيها، ثم وضح العتيبي مدى خشيته من امتداد العولمة لهذه الشعوب والقبائل والتي هي أيضاً تحمل نفس الشعور، ولا ترغب فيه نقلاً عن قادتهم وكبار زعمائهم.
وقد ركز العتيبي على مدى أهمية القراءة والبحث في أمهات الكتب والمراجع والاستزادة بما هو متاح من أبحاث وعلم، والتوسع فيها للاجتهاد الذاتي، بجانب طبعاً التقيد بشروط السلامة العامة عند القيام بأية رحلة.
كما دعا إلى الاكتشاف ففي عالمنا هناك الكثير من المجهول الواجب الغوص فيه، مع تعبيره عن سعادته الكبيرة لوجود أشخاصٍ يملكون الوازع الإنساني للمسير والبحث المتاني في الاكتشاف وما ينشروه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي دون انتهاك خصوصية وهو ما كان يحافظ عليه عند دخوله بيوتهم حيث يحترم خصوصياتهم وحرمتها.