قال الله تعالى: في حق المنافقين(هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون) وجعل سبحانه في القرآن سورة تحمل اسمهم تحذيرا منهم وبيانا لخطورتهم فضلا عن آيات كثيرة في القرآن الكريم تتحدث عنهم وتكشف بواطنهم وخبث قلوبهم ونواياهم السيئة وما يكيدونه للمسلمين ومجتمعاتهم وما يحملونه في قلوبهم السوداء من حسد وحقد ومكر للآخرين
نشهد اليوم مرحلة أرى انها صعبة ومعقدة، مرحلة تكشف لنا عن اخلاق الرجال وعن مواقفهم وحقيقتهم، تكشف مصالحهم الذاتية والانية الدونية وتبين مدى افقهم وتفكيرهم ونظرتهم الضيقة، يتصارعون في حقيقتهم على كرسيٍ ومنصب زائل ويتظاهرون للناس بل ويتباكون امامهم أنهم إنما يريدون خدمتهم وخدمة الوطن، والوطن منهم براء
فقد شهد مجتمعنا مرارا وتكرارا مثل هولاء الذين يتغنون بخدمة الوطن والمواطن ويتخذوا كل وسيلة للوصول إلى مبتغاهم.، فإذا ما وصلوا الى ذلك الكرسي تشبثوا به وعم الفساد وطم وعملوا على تطهير المؤسسة او الدائرة من كل معارضيهم ونقل أصحاب الكفاءات او احالتهم على التقاعد او اتهامهم بما لا يليق بمثلهم او تجميدهم او سحب صلاحياتهم
خدمة الوطن واجب يقوم به كلُ من مكانه وموقعه بكل فخر واعتزاز
وقيمة كل مسؤول وكل مواطن تكون بقدر ما قدم لدينه وأمته مترفعا عن المصالح الشخصية والفئوية والجهوية والعشائرية
يا حبذا لو نسأل انفسنا ونجيب بكل صراحة وشفافية ماذا قدم فلان او فلان لدينه وأمته ووطنه؟
وإذا لم يقدم ماذا سيقدم ؟
واذا قدم ماذا عنده زيادة على ما قدم؟
وبعدها نحكم
دعك من فتات الدنيا ولعاعتها وشهرتها ودع النفاق وأصدق الله يصدقك
والشواهد على صدق الله لمن صدقه كثيرة ووفيرة اقرأوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة
الاخوة الكرام
الخدمات حق لكل مواطن وليست منَّة عليه فهو يدفع ثمنها من ضرائب وغيرها
شق الطرق وتعبيدها واصلاحها وانارتها ونظافتها على مستوى قرية او على مستوى الوطن كله حق لكل مواطن
التعليم والصحة والمياه... الدولة ملزمة بها ويجب أن تؤمنها لكل مواطن ومن حق المواطن لن يحيا حياة كريمة
من أراد خدمة الوطن حقيقة ويرتقي به إلى العلياء عليه ان يتخلى عن كل الامتيازات التي تمنح له خارج راتبه كموظف وأن يتق الله في كل فلس من امول المؤسسة او الدائرة التي يعمل فيها
فالحلال ما احله الله والحرام ما حرمه الله اذ ليس للهوى والنفس هنا سلطان
وأن يتحسس حاجات الناس كل الناس من غير تفضيل احد على الآخر
وأن يبادر إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف وقبول المشورة من أصحاب الخبرة والكفاءة والعمل بروح الفريق الواحد ويُكنّ المحبة والاحترام للجميع
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم