المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى أفنوا زهرة شبابهم حُرّاساً لحدود الوطن ومرابطين ومتنقّلين بين ثغور الوطن ومدافعين عنه بالمُهج والأرواح، تماماً كما هم المدنيون من أبناء هذا الوطن في مختلف المواقع؛ فالتفاني والعطاء الموصول الذي قدّموه وجهودهم إبّان الخدمة العسكرية وبعدها، وتضحياتهم في الحروب والسلام بعيدين عن بيوتهم وأبناءهم وعائلاتهم تُسجّل في ميزان وطنيتهم وعروبتهم، وبصماتهم تذكر في إنجازات الوطن ونهضته وقصص نجاحه وأمنه وإستقراره:
1. لا يكاد أن يخلو أي بيت أردني من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ورفاق السلاح، فهم أبناء وطن مخلصون وشرفاء، يحملون همّ الوطن في قلوبهم وعقولهم وللوطن عندهم رؤى جميلة وذكريات ودروس وعبر، فهم في قلب جلالة الملك وكل أردني شريف ومُحبّ لوطنه.
2. المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى رفعوا رؤوسنا في اللطرون وباب الواد والجولان والكرامة وغيرها، وروّت دماؤهم الزكية أرض فلسطين الحبيبة وأرض العروبة، ودافعوا عن الشعوب المظلومة والمغلوب على أمرها، فهم أبطال حرب وسلام.
3. كمحطة وفاء لهم وإعتزاز بهم أكرمهم جلالة الملك المعزّز بأن خصّص لهم منتصف شباط من كل عام ليكون يوماً وطنياً لعطاءهم المتميز وتضحياتهم الجسام في سبيل الوطن والأمة، ويتواصل جلالته معهم بإستمرار في المحافظات والألوية على سبيل متابعة المسيرة والسماع لهم لحكمتهم وبصيرتهم والإفادة من خبراتهم؛ واليوم كان حضور جلالته بينهم وكانوا هم في وحداتهم في فسيفساء وطنية ولا أحلى بين العسكريين العاملين والمتقاعدين.
4. تتابع المؤسسة الإقتصادية والإجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى بإقتدار مشاريعهم الطموحة لتمكينهم إقتصادياً وإستثمارياً، وتساهم في مأسسة عملهم وتواصلهم ليكونوا بناةً حقيقيين في رفعة الوطن دون كلل أو ملل.
5. إحترام المتقاعدين العسكريين والمدنيين واجب على كل مواطن شريف، فهم مدارس لا بل جامعات ساهمت في عطائها للوطن، فهم فخر الوطن وعزّه وأوسمة فخار على صدورنا جميعاً.
6. للمتقاعدين جميعاً واجبات جمّ علينا لإحترامهم وتقديم الخدمات المثلى لهم، فهم السابقون ونحن بهم لاحقون مع مضي الزمن، والدول كافة تخصص لهم إمتيازات وأولويات في كثير من القضايا من باب الإحترام وتقدير جهودهم المتميزة.
7. على سبيل الأمثلة في الدول المتقدمة هنالك العديد من المزايا التي ممكن من خلالها تمييز هؤلاء المتقاعدين؛ ومن هذه المزايا منحهم أولوية الصعود للطائرات المدنية قبل كل الناس، وإيجاد بطاقات تمنحهم خصومات للشراء وركوب الحافلات وغيرها في القطاعين العام والخاص، وإيجاد متاجر خاصة بهم ذات أسعار تنافسية، وإلزام مستشفيات القطاع الخاص وخصوصاً الجامعية منها لفتح فروع للمتقاعدين وإعطائهم الأولوية والمعالجة المجانية، وغيرها.
8. العَسْكَر بالمطلق وأبناء العسكر هم ملح البلاد وتراب هذا الوطن، ولهم في سويداء قلوبنا وأهداب عيوننا مكانة خاصة لأنهم أصحاب الجباه السُمُر يوم الوغى ولأنهم رمز العطاء والتضحية والفداء.
بصراحة: ما يقوله جلالة الملك في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى يمثّلنا جميعاً كمحطة إحترام لهم، فهذا يومهم ، وكل أيام الوطن أيامهم، ولهم كل التقدير على تضحياتهم وإخلاصهم وعطائهم الموصول، ودعمهم وتحسين ظروفهم في صميم أولويات وصلب اهتمامات جلالة الملك حفظه الله، وكل عام والمتقاعدين والمحاربين القدامى والوطن وقائد للوطن والشعب بألف بخير.