2024-11-25 - الإثنين
أمسية شعرية دعما لغزة بمنتدى الرصيفة الثقافي nayrouz وزير البيئة يكرم الفائزة بالمرتبة الأولى بجائزة التميز للمرأة العربية nayrouz "الحوري " ينعى وفاة الشيخ محمد عبد العزيز الصباح nayrouz أستاذ علم اجتماع: انسحاب ملحوظ للأسرة من عملية التنشئة nayrouz الأميرة دينا مرعد ترعى حفل جمعية مكافحة السرطان الأردنية الـ 60 nayrouz ورشة حول تطوير مهارات إعادة التدوير بجمعية المطاعم السياحية nayrouz الأمن: لا حدث أمنيًا في إربد وتعطل بطارية سيارة كهربائية nayrouz بدء تسليم تعويضات المتضررين من إزالة الاعتداءات على الشوارع nayrouz الأردن يرحب بقرار يونسكو لدعم نشاطات أونروا في الأراضي المحتلة nayrouz الصفدي :الأردن مستمر في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومستعد لإرسال المزيد حال فتح المعابر nayrouz المياه تنفذ حملة لضبط اعتداءات على نبع وادي السير nayrouz وفاة الشيخ الصباح .. وبيان حزين للديوان الأميري nayrouz العالم إلى أين؟.. أمريكا تكشف لأول مرة نوع الصواريخ التي سمحت لأوكرانيا استخدامها لضرب العمق الروسي nayrouz وفاة أمير سعودي nayrouz وفاة الأديبة اليمنية مها صلاح.. خسارة فادحة لأدب الطفل في اليمن nayrouz اليونيفيل: الاعتداء على الجيش اللبناني انتهاك للقرار 1701 nayrouz الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي nayrouz كاتس: سنسرّع بناء سياج على الحدود مع الأردن nayrouz فيلم وثائقي يروي قصة حياة الوزيرة الراحلة أسمى خضر nayrouz الساكت يلتقي السفير العضايلة في القاهرة nayrouz
وفيات الأردن اليوم الإثنين 25-11-2024 nayrouz وفاة الشاب معزوز قاسم العزام nayrouz الأمن العام ينعى وفاة الملازم أول ليث هاشم الكساسبة nayrouz وفاة الحاج عيسى شقيق اللواء الركن ماجد خليفة المقابلة nayrouz وفاة شقيقة المعلمة " سارة أبو سرحان " nayrouz وفيات الأردن اليوم الأحد 24-11-2024 nayrouz المقدم سفاح طرقي السرحان في ذمة الله nayrouz وفاة فوزية غانم الحريثي الطائي (أم منصور) زوجة الحاج عازم منصور الزبن nayrouz والدة النائب السابق نواف حسين النعيمات في ذمة الله nayrouz لواء الموقر يودّع الشاب بدر عليان الجبور بحزنٍ عميق وشديد ..." صور فيديو " nayrouz وفاة الحاجة رسميه محمود ابو حسان ارملة المرحوم الحاج عودة البدور nayrouz وفاة العقيد زياد رزق مصطفى خريسات nayrouz ذكرى وفاة الشاب المرحوم بندر صقر سالم الخريشا nayrouz الشاب بدر عليان مشوح الجبور في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 23-11-2024 nayrouz شكر على تعاز من عشيرة المحيسن بوفاة المقدم القاضي العسكري سمير مشهور المحيسن nayrouz وفاة والد " اسراء عبدالفتاح " nayrouz عائلة المرحوم نويران الساير الجبور تعبر عن شكرها لكل من واساها في مصابها nayrouz أسرة مستشفى البادية الشمالية تعزي الزميلة إسراء أبو شعيب بوفاة والدها nayrouz الوكيل المتقاعد عوده حمد آلزلابيه في ذمة الله nayrouz

الدكتور محمد المعايعة يكتب... معركة الكرامة..مُنجز وإرث حضاري وسياسي وعسكري في مئوية الدولة الأردنية الأولى.

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
بقلم الدكتور محمد سلمان المعايعة. الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية. 

ما أحوجنا ونحن ندخل أبواب المئوية الثانية للدولة الأردنية ، أن نتحدث عن معركة الكرامة في معانيها ودلالاتها وقيمها السامية أكثر من أي وقت مضى لا سيما في ظل التحديات الجسام التي تحدق بالأمة العربية وتحيط بوطننا من كل حدب وصوب... ونقول ونحن على شرفات مئوية الدولة الأردنية الهاشمية الثانية، هناك إشارت جديرة بأن تكون مفاتيح للكلام عمّا ينبغي أن نبدأ به، تعزيزا للمنجز الوطني وتكريسا له، وهي إشارت أبانها واقع المئوية الأولى وأفرزتها مخرجات العمل الوطني العام تلك هي معركة الكرامة الخالدة أعظم مُنجز سياسي وحضاري وتاريخي  وارث عميق في مئوية الدولة الأردنية الأولى تحقق على أيدي قواتنا المسلحة الأردنية بفضل الله ثم بنضج الحكمة السياسية والرشد الوطني وتنامي البصيرة السياسية للقيادة الهاشمية التي قادت المعركة ميدانياً حتى تحقق النصر وهلالات له الشعوب العربية والإسلامية . 

ونحن نتحدث عن معركة الكرامة نستحضر عظمة الإنجازات التي تحققت في عصر ملوك بني هاشم والتي تتحدث عن نفسها على أرض الواقع للقادة العظام الذين جعلوا من الأردن متحف مقدس تحت الأرض وفوق الأرض ، فالأردن بلد يكتشف عظمته دوماً بقيادته في عزّ الأزمات التي يمر بها، فتظهر مواقف القادة العظام في صناعة التاريخ الوطني الذي هو جزء من المنجز القومي؛ 
 نتحدث عن معركة الكرامه التي سطر فيها جيشنا العربي تاريخ العز والنصر والثأر وذلك لتبقى الكرامه حية في ذاكرتنا وعنوان ذهبي لهذا الحدث الوطني فبرغم من وجود مناسبات وطنية كثيرة وعظيمة يحفل بها تاريخ الاردن بفضل القيادة الرشيدة ، إلا أن مرور ذكرى معركة الكرامة لها ميزة وطنية مهمة في تاريخ الاردن لأنها رفعت على سارية الأمة العربية نقطة تحول في الصراع العربي-الإسرائيلي .

لا شك أنّ معركة الكرامة كانت يوماً فارقاً في تاريخ العرب، ففيها أعاد الأردن لأمته العربية كرامتها، وأبرز معاني البطولة والفداء والتضحية، ففي 21 آذار من عام 1968 سطّر الجيش العربي الأردني، ملحمة تاريخية أعادوا بها الأمل للعرب بعد نكستهم ، فقد كانت معنويات الجيش آنذاك عالية تتوسطها صرخات من التكبير مُعلنين الإستعداد الكامل لمواجهة العدو الغاشم ، فهي معركة النصر..وشكلت معركة الكرامة الخالدة أول انتصار عربي على إسرائيل وجيشها وجاءت معركة الكرامه التي ينظر الأردنيون لهذا التاريخ  بكل فخر من منطلق أن  لكل أمه منجزّ حضاري تتباهى وتتفاخر به أمام الأمم الأخرى ونحن كأمة عربية وكأردنيين خاصة لدينا منجز  حضاري وتاريخي وسياسي وإرث عسكري  عظيم هو تحقيق النصر في معركة الكرامه لما تحملة من هالات المجد ، لما تحقق من منجزات تشبه المعجزات والتي أعلت من شأن الوطن ورسمت مكانته وقيمته على الساحة الدولية والإقليمية، وطننا عزيزا وحصنا حصينا بتضحيات جنوده البواسل وبجهود أبنائه وبناته ومتقدماً بفضل رؤية قيادته الحكيمة العامرة... 
فعندما نتحدث عن معركة الكرامة نود أن نُشير بأن هناك الكثير من الدروس المستفادة ، ولكن الدرس الأهم هو كيفية إدارة المعركة التي تضمنت رسالة تربوية وثقافية ودروس نلمسها للتذكير بعظمة معركة الكرامة، لكي نضع أمام شبابنا الصاعد نماذج من المعارك البطولية لتعزيز ثقافة المقاومة ونشر ثقافة حق العودة للأراضي الفلسطينية المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية وإن الحقوق المشروعة لا تسقط بالتقادم ، فلا بد من زرع مثل هذه المفاهيم في نفوس أبنائنا ليكونوا حصنا منيعا لأمن الوطن الذي يكبر ويتمدد بسواعد هؤلاء الرجال الأوفياء والشرفاء لترب الوطن وقيادته... لذلك  لا بدّ من إبراز الأضاءات والمنطلقات الفكرية  لمعركة الكرامه، الإرث العسكري الذي أعاد للأمه العربية كرامتها .ومن هنا فأنه لابد من الإشارة  الموضوعية للمنطلقات الفكرية والتخطيط الاستراتيجي السليم لإحداث هذه المعركة وتقييم دور القادة العسكريين ، ودور الجنود المقاتلين ، ودور القيادة الهاشمية آنذاك ، ودور الشعب والمناضلين الداعمين للجيش ودور الهزيمة السابقة ، والإحساس بظلم المعتدي ، والإحساس بماضي الامة العريق وبطولاتها عبر التاريخ  في احراز النصر المحقق والذي اعترف فيه العدو وعاشه الشعب الأردني على ضفتي النهر المقدس، وكلنا أمل في أن يهيأ للأمة عوامل النصر في معركة التحرير للأمة العربية. 
هذه المعركة التي حققت نصر برغم من عدم التكافؤ في الأسلحة المستخدمة في المعركة ،  فهناك اختلال في ميزان القوى من حيث العدة والعتاد وطبيعة التحالفات والتي كانت أحد عوامل الغرور في تمادي العدو دخول الحرب مع الأردن ،  وقد غاب عن  العدو ان الآلة العسكرية وحدها ليست هي وحدها التي تحسم المعركة بل ان إلارادة والتضحية والإتكال على الله هي عوامل النصر ، فسلاح الجيش الأردني في معركة الكرامة كان قوة العقيدة وليس العدد والعتاد . ولا أغالي ان قلت ان هذه المعركة الفاصلة مع العدو كانت دروسا للناشئة وللأجيال القادمة وان الحق هو أقوى قوة عاتية ، وان التكاتف والتضامن بين عناصر القوة في الأمة قوة نوعية ، وان عدونا مهما بلغ من العتاد والإعداد سيهزم أمام إرادة أصحاب الحق مهما طال الزمن.
ونقول  بأن  الأمة التي لا تأخذ دروسا وعبّر من ماضيها تتعثر في مستقبلها ، لذلك لا بدّ من أن يُربط الحاضر بالماضي لنستخلص الدروس..فمن الدروس المستفادة على الجانب السياسي والمعنوي أن معركة الكرامة أسست لمنهج جديد في العقيدة القتالية والإستراتيجية العسكرية لمواجهة التفوق الصهيوني في نوعية السلاح والفكر التعبوي وظهرت نتائج معركة الكرامة في النهج في إدارة معركة العبور عام 1973‪.. 
ومن النتائج السياسية للمعركة  أيضا  أنها نبهت الرأي العام العالمي عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الدول العربية، وخرق جميع القرارات الشرعية والمواثيق الدولية. 
وفشل العدو الصهيوني في إرغام الأردن بالدخول في أي تسويه سلمية وكانت هذه من احد أهدافهم، وكذلك فشل العدو الصهيوني بالتمسك بأي شبر من الأرض في الغور  بهدف ضرب الاقتصاد الاردني، كما  فشل العدو الصهيوني في زعزعت الروح المعنوية للجيش الأردني الذي أثبت أنه يقاتل بشراسة ومعنويات عالية أسقطت إسطورتهم بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر ولا يهزم.

معركة الكرامه تمثل زادا فكرياً من الدروس في الإيمان والعمل والتضحيات ، وتعدّ رسالة من السماء للقوات المسلحة الأردنية لأنها فتحت صفحة جديدة في الصمود والتصدي وأوقفت التمدد الصهيوني بعد هزيمة حزيران....لذلك فإنها تستحق منا وقفة اعتزاز وافتخار لكي نضعها بين أيدي أبنائنا الباحثين والدارسين  فمن حق الأجيال المعاصرة والقادمة علينا ان نروي لهم بطولات الآباء والأجداد لكي تنير لهم الطريق لبناء الأردن الحديث.

لقد أنزلت معركة الكرامة  علم الطاعون الأسود الذي أصاب نفوس أبنائنا من السارية ورفعت مكانة علم النصر والكرامة وعلم الحياة بخيوطه النضرة وألوانه المرفرفة الزاهية...في معركة الكرامة طهر الجيش الأردني نكسات الأمة العربية بانتصار كرامة سجلة التاريخ لهم ... 

ومن  الدروس المستخلصة على الجانب السياسي أيضاً  فقد حقق الأردن نصرا دبلوماسيا  ، فكانت الدبلوماسية الأردنية حاضرة في جميع المحافل الدولية لنزع نصر دبلوماسي، فتجددت أجنحة جديدة قويه للدبلوماسية الأردنية إستطاعت أن تضع القضية الفلسطينية في دائرة الإهتمام العالمي وجعّلت من الكرامه نقطة انقلاب بين اليأس والأمل وتاشيرة عبور للقضية الفلسطينية للعرب والعالم أجمع وتعزز دور الأردن على الساحة الدولية والإقليمية وأصبح لاعب رئيسي في قضايا المنطقة ويحسب له حساب بأن يكون حاضراً على رأس طاولة أي مفاوضات تتعلق بالقضايا العربية وخاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية، كذلك فقد ألقت معركة الكرامة أضواء كاشفة عن فكر القيادة الهاشمية الحكيمة في أرض المعركة فكانت نتائجها مفاجئة ومفرحة إلى أقصى الحدود وربما كانت الإضاءة الوحيدة في تاريخنا المظلم منذ بدء الغزو الصهيوني لأرضنا...فالقيادة كان لها أكبر الأثر في تحقيق الإنجازات التي نقلت مكانة الأردن على لوحة الشرف في الانتصارات، فالقيادة الواعية تستطيع أن  تُحدث انقلاباً لموازين القوى لصالحها وتحقق الأهداف ومهما كانت هذه القوة محدودة القدرة والإمكانيات إلا إنها قادرة على تحقيق النصر والإنجاز...
فعلى أرض الأردن رمز الطهر والشهادة في سبيل القضية الفلسطينية التي حمل الهاشميون أمانة الدفاع عنها مقدمين أروع الأمثلة في التضحية والفداء، فقد تحولت  دماء الهاشميين لزيت أضاءت شعلة الكفاح  والمجد لهذه الأمة. ولا نعتقد بأن هناك منجز سياسي وحضاري وتاريخي أقوي من مواقف سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بالدفاع عن القدس ومواجهة التحديات التي يتعرض لها الأردن وأهله ، إستكمالاً لمسيرة الكفاح والبناء التي شيدها آل هاشم، فالأردن يتعرض لتحديات كبيرة لكنه عنده نظام سياسي عميق يستطيع أن يحتوي هذه التحديات لأنه يملك من عناصر القوة الكثير ، فسياسة الأردن لا تتغير بتغير الملفات في المنطقة وهذه عقيدة وسياسة من الثوابت في الدبلوماسية الأردنية... لأن  الدولة الأردنية التي أسسها الهاشميين قائمة على الشرعية الدينية والسياسية وشرعية الإنجاز الذي نحن جميعا شركاء فيه... ان عناصر القوة في النظام السياسي الاردني الهاشمي يتمثل بالقيادة الحكيمة التي يجمع عليها الشعب من خلال العقد الاجتماعي باركانه السياسية ويتجلى ذلك في صورة الوحدة الوطنية الى جانب كفاءة ويقظة وقدرات المؤسسة العسكرية والأمنية والتي يغلفها جميعا الدستور كمرجعية وطنية شاملة يخضع لها الجميع بغض النظر عن لونه وفكره وميوله..
ولعظمة الإنجازات التي تحققت على أيدي نشامى القوات المسلحة الأردنية في أرض الكرامه، يجب علينا المحافظة على الإرث العسكري المشرف الذي تحقق في معركة الكرامه من خلال العمل على خلق قوة ردع وبناء منظومة دفاعية قويه تمثل جدار صد ضد المؤامرات التي تحاك ضد الأردن وقيادته الهاشمية، وكذلك الاستقواء بالوحدة الوطنية والتماسك والالتفاف  حول القيادة الهاشمية والمحافظة على الثوابت الوطنية والدينية، وتحرير الفكر من التطرف وهو أهم من تحرير الأرض من خلال تحصين الجبهة الداخلية بنشر الوعي السياسي والمحبة والألفة بين الناس وتجذير الثقافة السياسية والأرتقاء بها وتعزيز معاني الإنتماء والولاء للوطن لدى الشباب ، مع التركيز على أهمية الوحدة العربية وتسخير طاقاتها في معارك الأمة فالنصر يتحاج إلى قوة الإرادة في القتال والثبات والصبر عند مواجهة العدو..فإذا وجدت الإرادة الحقيقة لدى الناس تحقق النصر متى خلصت النوايا الحسنة . 
 أن الدرس الأهم للمعركة أن الأمم والشعوب والجيوش التي تدافع عن أراضيها لا بد أن تنتصر حتى لو تفوق العدو بالمعدات والتقنية العسكرية لأن العنصر البشري وعزيمته له دور رئيسي في حسم المعركة، رغم أهمية المعدات العسكرية . وكان من نتائج معركه الكرامة أيضاً هو إيقاف زحف الفلسطينين نحو الضفة الشرقية وهذا نتيجه إيمان الشعب الفلسطيني الذي سلاحه قوة الإرادة والإيمان بأن النصر قادم والجيش الأردني قد قوى من معنويات هؤلاء الناس هناك للثبات والتمسك بأرضهم وأصبحوا مع مرور الوقت شوكة منغصة في حلق الكيان الصهيوني ، رغم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اضطهاد وسلب لحقوقه المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة. 

نقول أن هناك فصاحة بالقول وفصاحة بالفعل ظهر في الأداء والفكر  السياسي لدى القيادة الحكيمة، ظهر ذلك في إدارة المعركة من قبل  المرحوم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه الذي قاد المعركة بنفسه جنباً إلى جنب مع أبنائه من الجنود مما كان له الأثر العميق في نفوس أبناء القوات المسلحة الأردنية في أرض المعركة لتحقيق النصر وتحقق لهم ذلك بفضل الله ثم بتوجيهات  القيادة الرشيدة في أرض الميدان. هكذا هم الهاشميين قادة فكر وقادة ميدان، وحكماء في التخطيط الاستراتيجي، وأطباء فكر... وأطباء الأمة هم مفكريها وفلاسفتها....فمرحلة اليقظة وتنظيم الخارطة المعرفية مرتبطة بدور أهل الفكر والنظر وهُم ملوك بنى هاشم الذين خلقوا للقيادة معنى وعنوان... فالوزن السياسي للأردن دوليا وعربيا ما كان يوما مستمدا إلا من المكانه الشرعية والدينية للهاشميين أطباء هذه الأمة القادرين على تشخيص مشاكلها وتحدياتها.. 
وقد لجأت إسرائيل بعد معركة الكرامة في سياستها العدوانية في إيجاد نزاعات وصراعات دولية جديدة تساعد على تعطيل الإنتباه لإيجاد حلول للنزاع العربي الإسرائيلي وذلك لتعطيل الحل السلمي وإطالة أمد الحلول السلمية التي تدعو لها الشرعيه الدولية..لأنها المستفيد من الصراعات القائمة  يين الدول  أو المنظمات بالإنابة في منطقة الشرق الأوسط..ففي ظل هذه الصراعات تقوم إسرائيل بالتوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية وخاصة في القدس لكي تفرض سياسة الأمر الواقع...
من الدروس المستفادة  إن  الكيان الصهيوني آخذ جاهداً بالحقد على الأردن لأنه وجد بأن الأردن  له احتراما دوليا كبيرا في كافة المنابر والمحافل الدولية والاقليمية وصوته مسموع في هذه المحافل لأنه يخاطب العالم من خلال المرجعيات الدولية التي أجمعت عليها كافة دول العالم باحترام الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام1967 . 
وهذا يؤذي الكيان الصهيوني الذي فشل في تقديم صورة مشرقة أمام العالم وأصبح   سمعته مرتبطة بالقتل ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني دون مراعاة لأحكام القانون الدولى....
وعلى الجانب الإسرائيلي فأن هناك كذلك دروس و عبر استفادت منها إسرائيل وتنبهت  لها من إجراء هزيمتها في معركة الكرامة الخالدة فقد أثرت نتائج معركة الكرامة على إسرائيل بأن سببت الهزيمة لها صدمه نفسية هزت أركان الكيان الصهيوني.. وأثرت على العقيدة القتالية وطريقة التعاطي والتعبئة ، ولكونها لم تستطيع التمدد الجغرافي أكثر من حجمها خوفا من ان التمادي  الزائد في التمدد جغرافيا  قد يؤدي إلى الانهيار،  فأخذت إسرائيل بتغيير استراتيجيتها حيث اتجهت للعزف على وتر التفرقة والانشقاق في صفوف الأمة العربية وعدم الإستقرار في بلادنا من خلال زرع الفتن وتأجيج الصراعات بين الأقطار العربية بهدف اضعافهم، وتعطيل الانتباه لإيجاد حلول للنزاع العربي-الإسرائيلي. 

وقد استغلت إسرائيل هذه الصراعات بالتوسع في بناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وخاصة في القدس لكي تفرض سياسة الأمر الواقع.
فاصبح الموقف العربي اليوم مجرد ظاهرة صوتية مفرغة من أي مضمون يمكن الخوف منه..
ونقول ونكرر القول بأن علينا أن نعظم ونمجد بطولات شهداء الجيش العربي الأردني الذي روى تراب فلسطين بدمائهم الزكية، هؤلاء الذين قالوا لنا وأرواحهم ترتقي إلى السماء وأعينهم على أرض فلسطين، كتبوا لنا وصيه وهم يغادروننا بدمائهم وأيديهم تلوح في الأفق لنا، بأن  الوطن ليس فندقا نغادرة حين تسوء خدماته ، ولا مطعما نذمه حين لا يروق لنا طعامه ولا متنزه نغادرة حينما تنتهي أوقات التنزه فيه، فالوطن ليس للتجارة عندنا ، ..الوطن شرف وعز وانتماء وولاء فلا شيء يعادل تراب الوطن إلا الشهادة من أجله. فالوطن يصان ويحمى بالإنتماء والولاء إليه. فالنصر يتحقق من خلال الوعي السياسي والتنمية والروح المعنوية العالية والتعليم والتدريب المهني في مواكبة تطورات العصر الحديث في عالم الفكر والثقافة والعلوم ، بالإضافة لوجود القوة العسكرية على أهميتها للاستعداد للدفاع عن الوطن، وهذه العناوين ظهرت في الأوراق النقاشية الملكية بالتركيز على التعليم باعتباره أداة للتحديث والإصلاح لتحقيق النهضة والتنمية المستدامة في كافة المجالات للقطاعات الإنتاجية في الدولة حرصاً من سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بأن نبني ثقافة عصرية نرتقي بها لمصاف الدول المتقدمة في المنافسة في عالم المعرفة... لأن المعرفة تعني النفوذ وهو القدرة على إحداث التغيير في إمتلاك مفاتيح النهضة والتقدم... فقد تضمنت التوجيهات والمبادرات الملكية كنوز فكرية  لرفع مستوى التعليم لدى الشباب للبدء بنهضة تعليمية وتربوية يقوم بها الشباب، فهذه المبادرات الملكية تهدف إلى بناء حضارة وصناعة أمه من خلال بناء جيل متعلم مبدع يملك القدرات الإبداعية والمهارات القيادية للمساهمة في صنع امه متعلمة تستطيع أن تمتلك القدرات لكي تتخطى الأزمات الكبيرة في السلوك، فعلينا أن نسلك سلوك تنهض به الأمة عندما يكون السلوك هو درجة تطابق الأفعال مع الأقوال... نعم في إدارة الأزمات نحتاج الى قائد مُحنّك وبارع في إدارة الأزمات والخروج منهآ بأقل الخسائر والتكاليف، وهذا ما قيضه لنا رب العالمين بالارث الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم الذي يواصل البناء على المداميك الأولى لملوك بني هاشم...فجلالة الملك دوما ينتفض من أجل الأمة الإسلامية لمواجهة التحديات.. فهذه مواقف تقال وتحكى لجلالة الملك أعز الله ملكة!!!  

وبهدف المحافظة على الأرث  العسكري والثقافة العسكرية الذي ورثناه عن شهداء وطننا الحبيب لتبقى ذكرى معركة الكرامة وسام شرف نضعه على صدورنا تباهيا وتفاخرا  بهذا المجد الذي رفع رأية الوطن على السارية عآلياً، ونعزز الموروث الحضاري وإرث الأجداد في القيم والأصالة.
  نعم فالذي يُعزي الأردن أن أرضه ولاده كل يوم يُولد بطل وشهيد....
في ذكرى معركة الكرامة الخالدة يتجدد الموعد مع التضحية والمثابرة والصمود والتكافل والعزيمة التي تفوقت على كل الظروف المحيطة، وخلقت واقعاً جميلاً أعاد التذكير بحضارة الأمة وكرامتها، وبنت قواعد متينة صلبة انطلقت عبرها إلى مستقبل زاهر وزاخر بالخير والعطاء، متسلحة بالمبادئ العظيمة التي أوصلتها إلى مواطن المجد ومواقع الريادة.. 
في هذا اليوم- يوم الكرامه - الأشمّ تتجسد القيم والمعاني السامية، الصبر والنصر والشهادة، تبعث فينا الأمل، وتزيدنا عزاً وفخاراً بشهدائنا الأبرار وأبطال الكرامة الأحرار الذين لبّوا نداء الحق والواجب، فزرعوا في أرض الكرامة نصراً، ورفعوا رايات المجد عالياً، جباه سجدت لربها وجادت بأرواحها، حملت لواء المجد والتضحية.
لم ينسى أبناء هذا الحمى الاردني الهاشمي، شهداءنا من أبناء جيشنا العربي المصطفوي، الذين قدموا أرواحهم ، دفاعاً عن ثرى الوطن، وترابه الطهور، ودفاعاً عن قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومحاربة قوى الارهاب والتطرف .
ان معركة الكرامة، ستبقى مصدر فخر واعتزاز لكل اردنيا واردنية ، وسيبقى الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حصنا منيعا شامخا، وسيبقى حرا سيدا.. 
واليوم بكل كبرياء الجندية وقدسية نواميسها نرى رجال الجيش العربي، يسجلون بكل فخر واعتزاز معاني الصبر والشهادة والتضحية، وهم يرابطون على الثغور وفي كل مكان خدمة للوطن والمواطن، وكأني بالأحفاد من الرجال يعيدون بكل شهامة ما صنعه الاباء والأجداد، ويستنهضون الهمم بين كل أبناء الوطن لنقف صفاً واحداً ونبضاً اردنياً حراً في وجه هذا التحدي الذي ألم بنا وبالعالم أجمع.ومطلوب منّا تعظيم المنجزات والبناء عليها...واعتقد اننا بحاجة الى اعادة صياغة منظومة القيم السائدة في المجتمع الذي يبدو انه قد تجرد منها او على وشك. ولعل هذا هو المشروع القومي الذي يجب ان تتوجه اليه العقول والاقلام لتبقى الأقلام الواعيه تكتب عن معركة الكرامة.. والكرامة الإنسانية. 
 والعمل على تحقيق الأمن الثقافي الذي يعد جزاء لا يتجزأ من الأمن الاجتماعي والحضاري. 
وفي الختام نقول يجب علينا أن نكون في خندق الكرامه  الخندق الواحد الذي يجمعنا  والنموذج الأمثل لوحدتنا لتعود كرامتنا ولتكن أرواح شهداء الكرامه مظلتنا ، ونؤمن بأن قوة الإرادة والعزيمة الصادقة تصنع النصر مهما كانت قوة هذه الإرادة، انظروا معي حاليا ماذا يقلق الكيان الصهيوني من أبناء الجبارين في غزة...غزة هاشم  طائرات ورقية وبالونات والعاب اطفال هزت كيانهم عجزت عنه نيران آبار النفط العربية ، فمن هذا المنبر الهاشمي نوجة لهم تحية الاعتزاز والأكبار على هذه الشجاعة وهذه الإبداعات التي فاقت تأثير الطائرات الحربية والصواريخ والمدافع العربية التي شكت منها مخازنها لعدم فاعليتها.فمتى تنهض هذه الأمة لأستعادة مجدها وتدخل من جديد أبواب الحضارة الإنسانية كما كانت ويكون لنا مكان على خارطة الحضارة الإنسانية بمساهمات يشار إليها بالبنان....عسى أن يكون ذلك قريبا....!!!!

حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة  في ظل رأية جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة من كل مكروه، وجنب الله الأردن من كل بلاء ووباء يارب العالمين.