2025-12-28 - الأحد
وزير الصحة: تنظيم مواعيد صرف الأدوية في عمان اعتبارا من بداية 2026 nayrouz 308 إجراءات حكومية ثمرة جولات رئيس الوزراء الميدانية منذ تشكيل الحكومة nayrouz نتنياهو يتوجه لأميركا بزيارة ستبحث اتفاق غزة وضرب إيران nayrouz لافروف: أي قوات أوروبية في أوكرانيا ستكون أهدافًا لروسيا nayrouz الفايز : انطلاق تشغيل المجمع الغربي الجديد للحافلات في المفرق اليوم...صور nayrouz تدفّق سيول الأمطار في قرية سمرا باتجاه وادي الكرك nayrouz تربية المزار الجنوبي تعلق دوام الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة nayrouz عواصف قوية في السويد وفنلندا تتسبب بمصرع شخصين وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل nayrouz التربية مستمرة بتفويض مدراء التربية والتعليم بشأن دوام المدارس بالتنسيق مع الحكام الإداريين nayrouz زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب سواحل البيرو nayrouz تربية القصر تعلق الدوام للطلبه والمعلمين في المدارس الحكومية والخاصة nayrouz جوارديولا يشيد بنوتينجهام فورست بعد فوز مثير لمانشستر سيتي في البريميرليغ nayrouz الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة على إحدى واجهاته الحدودية nayrouz إندريك يحطم رقمًا قياسيًا في ليون بعد انتقاله من ريال مدريد! nayrouz جامعة مؤتة تؤخر الدوام الرسمي لغاية الساعة العاشرة nayrouz وزارة المياه: الموسم المطري الحالي مبشر والسدود وصلت لربع طاقتها التخزينية nayrouz استعد لأقوى منافسات كمال الأجسام في مصر nayrouz الدوري الايطالي: اودينيزي يخطف تعادلا قاتلا ضد لاتسيو nayrouz ارتفاع منسوب المياه على طريق إشارة مخيم عزمي المفتي باتجاه عمان nayrouz نتيجة "سقوطات صخرية" .. إغلاق طريق الكرك باتجاه الطفيلة nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأحد 28-12-2025 nayrouz وفاة الفنان سليمان عبود إثر جلطة حادة في النمسا nayrouz وفاة العميد المتقاعد الطبيب فايز أحمد حسين الكركي "أبو خالد ". nayrouz وفاة الشيخ طلال بني سلمان "ابو باسل" والدفن في عجلون nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 27-12-2025 nayrouz وفاة المُعلم أحمد زامل السليحات nayrouz وفاة الحاج علي والد الزميل الصحفي وجدي النعيمات nayrouz المحافظ السابق فايز حسين سليمان العبادي في ذمة الله nayrouz وفاة الحاجة حورية محمد العواد أبو هزيم nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 26-12-2025 nayrouz نيروز الإخبارية تعزي الزميل علي النجادات بوفاة شقيقه محمود nayrouz عبدالله زايد عرب العون في ذمة الله nayrouz وفاة صديق الملك الحسين عالم الفيزياء النووية رياض الحلو ابن العقبة nayrouz وفاة الدكتور رياض عادل الحلو رئيس بلدية العقبة الأسبق nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 25-12-2025 nayrouz رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا ينعى وفاة الزميل المهندس محمد العمايرة nayrouz الحديدي يعزي بوفاة العقيد المتقاعد حامد محمد الخليفات nayrouz الموت يغيب الممثل القدير والمخرج الفلسطيني محمد بكري nayrouz وفاة الشاب محمد العمايرة في حادث سير بالعقبة nayrouz شكر على تعاز من عائلة الناصر / خضير/ بني صخر. nayrouz

خيام البطران تجري خلف خولة .. قراءة في المجموعة القصصية ( وأجري خلف خولة ) للكاتب السعودي حسن البطران

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
د. لبنى أبو حليوه
      حجزت القصة القصيرة جداً موقعاً خاصاً ومميزاً في الحركة السردية العربية، حيث عَمِد كُتّابها نحو الانفتاحِ إلى قضايا العصر، وتسليط الضوء على الممنوع والهامشي بما يكفلْ لها التجدد والحياة. فالسرد القصصي القصيرجداً يُحكى برؤية الكاتب الوجودّية، وعلائقهِ الفكرية، وتوجساتهِ الذاتيّة، وتطلعاتهِ التي تتسرب إلى الفضاء الأدبي بهدوء وسلاسة، مستخدماً من أجلِ ذلكَ الأساليب التعبيريّة القادرة على احتواء الواقع ومزجهِ بخيالِ الكاتبِ الخصب. فالقصة القصيرة جداً حدثٌ إيحائيٌّ ذا لغة شعرية مرهفة وإيقاع موسيقيٍّ عالٍ، وقصٍّ وامضٍ يُعيدُ ترتيبَ عناصر القصة من ( شخصياتٍ وأحداثٍ ومكانٍ وزمانٍ) في أطيافٍ خفيفةَ الحركة، عاليةَ الصوت، كثيفةَ المعنى، معتمدةً في ذلكَ على خلقِ عالمٍ من الدهشةِ والمصادفةِ والمفاجأةِ والمفارقة،مما يسمحُ للكاتبِ بحريّةِ الحركةِ والإبداعِ، ويعطي المتلقي حريةَ التحليل والتأويلِ.
        من هذا المنطلق أجاد الكاتب والأديب السعودي حسن البطران في مجموعته القصصية القصيرة جداً المعنونة بـ ( وأجري خلف خولة ) خلقَ نمطٍ جديدٍ من القصِّ والسردِ يعلو فوق توقعِ المتلقي، باعتمادهِ على التكثيف المحافظ على متانة البناء القصصي، والذي يتمتع عندَ البطران بالإنسيابيّة والتدرج دون تصنّع الحكاية أو القص، فالبطران منحَ المتلقي فرصةَ إنتاجِ سردٍ جديدٍ مستغلاً الفراغ اللغوي المعتمد على مخيلةِ المتلقي، والتي تملكُ قدرةً تأويليةً للنص القصصي مما يجعلُ النصَّ قابلاً للحياة والإنبعاث في كلِّ مرةٍ يتمُ فيها قراءة المجموعة القصصية .
       تتكون المجموعة القصصية القصيرة جداً ( وأجري خلفَ خولة ) من ستَ عشرة خيمةً، في كلِّ خيمةٍ أربعُ قصصٍ قصيرةٍ جداً، شكلتْ ما مجموعهُ العشر بعد المئة قصةً قصيرةً جداً، حيث جاءت كسراً للتابوهات الإجتماعيّة التي تُقفل على المرأة رحابةَ الأفق وتفرض عليها شكلاً وحالةً لا تُشببها بشيء، حيث اشتغلتْ قصص البطران (وأجري خلفَ خولة) بالجسد والذاكرةِ محاولةً الاقترابَ من تمثال الهُوية الأنثوية، من خلالِ فكِ ثنائية الجسد واللون، ففي قصة ( محبرةٍ سمراء) نجدهُ يتسلل إلى الأنوثة الناعمة ذات الابتسامة الوردية ، يقول:( تسللتْ عيناهُ من بين ثقوبِ شباكِ النافذةِ، واصطادت شامةً سوداءَ في عنقها زادتها جمالاً فوق جمالها )، فهذا المزج بين الجسد واللون وسيلة من وسائل صناعة الجمال القصصي الذي يُعنى بالجذب والتشويق عند البطران، فالقارئ للمجموعة القصصية يجدُ البطران جعلَ من اللون معاملاً موضوعيّاً وزمراً طبيعياً في ثيمة المرأة التي يبحثُ عنها ويجسّدها في قصصه، فالمرأة عندهُ واقعية بتصرفاتها، حقيقية في وجودها، متعددة في أدوارها، لكنّها في الوقت ذاته أسطوريّة الأحلام والمطالب، يشكّلها البطران كشهرزاد الهاربة من ليالي ألف ليلة وليلة، كاسرةً برفضها شهريار المجتمع، شامخةً كالسنديان، وطهارةً كالياسمين، وحرّة كالعصافير، وطناً لإحلامهِ وأمنياته .
      يستعينُ البطران بالجمل البسيطة ذات المحمول الواحد في بناء مجموعته القصصية، معتمداً على الجمل الفعلية بكثرة للتدليل على الحركية، والتوتر الدرامي، وإثراءً للإيقاع السردي، وهذا يتجلى في جلِّ قصص هذه المجموعة منها : قصته المعنونة ( سرير بلا حياة ) بقوله: ( يرسمُ شوارعاً فيها تعثرات، يكسر القواريرَ وسطها وتتناثرُ الشظايا، يحرقُ التراب، ويقطع أغصان الشجر .. !! )، وفي قصّة ( الصورة تهرب من إطارها ) نلحظ استخداماً للجمل الإسمية ذات الخبر الفعلي التي تضفي نوعاً من التأكيد والوصف وبيان الحالة، فبعد سلسلة من الجمل ذات المحمول الفعلي يقول : ( ملابسهُ رثة ممزقة، أشعة الشمس تسرق منه ظلال الأشياء، يأكل من القمامات، بشرته كجلد ضب عتيق يهرب الماء عنه .. ) هذه المراوحة بين الجمل الفعلية والإسمية ساهم في إيصالِ الدلالة عبر أقصر الطرق اللغوية، دون المساس بالناحية الجمالية والدرامية للقص، وابتعد به عن الإطالة وترهل الحكاية ، ما جعله ديناميكياً حيوياً .
 أما السؤال الذي يبدو مشروعاً هُنا، من هي خولة ؟. ولماذا يجري خلفها ؟
         خولة عند البطران في هذه المجموعة القصصية نسقٌ تعبيريٌّ يحتاجُ إلى تدّبرٍ وتأملٍ، فخولةُ خاتمة سلسلةٍ من الإناثِ اللواتي عُرضت هواجسهن، المتمثلة بطهارة ليلى في الخيمة الثانية، وحسرة ثريا عندما كبرت في الخيمة الخامسة، وحريّة صفاء وابتسامتها في الخيمة التاسعة، وخوف وتمزّق نسرين في الخيمة الحادية عشر ... إلخ، فخولة هي النّواة المركزيّة التي جمعت كل الإناث في المجموعة القصصية ووحدتها في الأم . فالأم المتجسدة في خولة شكلتْ الرؤية المتوحدة للأمن والاستقرار والملجأ وأحلام الطفولة، ومسك الختام الذي يُعلن البطران من خلالها صرخة الأبكم التي تقول للجميع بكلِّ ثباتٍ " أنَّني موجودة " .
         يخرق البطران خيام المجتمع التي لمْ تُبنَ في مكانٍ واحدٍ، ويهز أركانها التي أطبقت على المرأة قوامها ودعائمها، محاولاً مفاوضة الخيمة أن تتنازلَ عن عمودها المركز وتقبّل الآخر الذي يمنح الخيمة قوتها وثباتها، فالمرأة هي الدعامة التي لا يمكن بحالٍ من الأحوال تهميش دورها.
       يضع البطران الملح في مكان الوجع، ويرفعُ لواءهُ في وجه مجتمع يغطي عينيه بغربال التعود والتهميش والتزمت، و يبعثُ رسائلهُ الرمزية بلوحاتٍ بيلفونية كاشفاً عن مجتمعٍ هشٍّ يَكيلُ بمكيالين، يصلبُ دون أن يحاكمَ، معلناً بكلِّ صراحةٍ على ضرورةِ وضع المرأة في مكانها الصحيح، وإعادة تسلسلها الحقيقي في مناحي الحياة، سادّاً شروخ العلاقة الثنائية التير تربط المرأة بالآخر، الآخر الذكوري الذي وإنْ بلغَ أوجَ قوته لا بدَّ له من ملجأ يعيدهُ طفلاً، في غير انفصالٍ عن أدواره المتعددة في الحياة .
       يضيء البطران فانوس أفكارهِ، منيراً طريقَ التنوير الإنساني في التصدي لكل السائد والموروث، مرمّماً صدعاً يتبطن جسد العلاقات الإجتماعية، فاسحاً المجال للتنوع والتعدد، ومطلقاً أثير المرأة في صورة واقعية تخييليّة ورمزية مقنعة ومقارفة مستفزة محملةً بالرؤى الناقدة والرسائل المكثفة بلغة سرديّة شفافة عميقة .
علّهم يتعبون من الجري خلف خولة .... ويتركونها تصلي .