نيروز الإخبارية : في ثالث أيام شهر رمضان الفضيل يستعرض غيث الإماراتي في (قلبي اطمأن) - البرنامج الخيري الإنساني الذي يطل على المشاهدين في عامه الخامس على التوالي- مجموعة من المشكلات التي يعانيها سكان مخيمات النازحين، من الذين تجاوز أكثرهم خمسة أعوام على نزوحهم إلى المخيمات، لا سيما مشكلة ايتام المخيمات الذين لا يمتلكون الأوراق الثبوتية مما يحرمهم الكثير من الأمور التي تخفف معاناتهم.
مجموعة من المعاناة الكبيرة هي خلاصة مشهد الحياة اليومية في المخيمات الخمسة وعشرين التي تنتشر في محافظات كردستان العراق، ويقطنها عشرات الآلاف من النازحين.
فمن (نار) الحروب إلى (نيران) المخيمات، يهربون بأرواحهم للخلاص من مصيبة واحدة فيواجهون عشرات أخرى بانتظارهم، من نار الموت إلى نيران المشكلات الصحية والنفسية والإجتماعية والأمنية والبيئية، ويقف في مقدمة معاناتهم حرمان الآلاف من الأطفال الايتام من الحصول على كفالة الجهات الخيرية، أو المعونات الإنسانية، أو الحصول على نصيب من التعليم.
وفي هذا الصدد قال غيث الإماراتي:" زرنا عدداً من مخيمات النازحين في كردستان العراق، ومنها: حسن شام U2 و حسن شام U3، والخازر، التي يبلغ تعداد ساكنيها حسب آخر الإحصاءات من الجهات المختصة 14 الفاً و 652 نازحاً، ثلاثة ارباعهم من الأطفال الايتام الذين فقد بعضهم الآباء، وفقد بعضهم الأبوين، وفاقم مشكلتهم ومعاناتهم عدم وجود الأوراق الثبوتية".
وتساءل غيث الإماراتي:" إذا لم يتم توفير أوراق ثبوتية للآلاف من الايتام، فلا شك أنهم لم يتمكنوا من الدراسة، ولا الحصول على الكفالة، فماذا نتوقع أنهم سيكونوا في المستقبل؟، وتزداد المشكلة إذا علمنا أنه لا أحد يسأل عنهم لحل مشكلاتهم، وهذا سيؤدي إلى مخاطر عدة مستقبلاً أولها ارتفاع معدلات الجريمة، أو الإنزلاق في فخ الإرهاب والدمير والفناء".
وأضاف:" تم دعم مجموعة من النازحين بتوفير مولد يزود الكهرباء في أحد المخيمات على مدار اليوم، ويسهم في إنارة الليل المعتم، واستقرار الأسر تحت ظل الخيام نهاراً الأمر الذي كان متعذراً في ظل الحر اللاهب، كما تمت مساعدة الكثير من النازحيين الذين يعانون مشكلات صحية، وتوفير فرص عمل، وتسديد ديون، وتوفير علاج، وغيرها، ونأمل أن تتعزز هذه الجهود حتى تنتهي بغلق المخيمات وإنهاء المعاناة الإنسانية لقاطنيها إلى الأبد".
جدير بالذكر مخيمات النازحين في كردستان العراق تعاني الكثير من المشكلات الأخرى التي تتطلب الكثير من الحلول العاجلة، ومنها مشكلة الصيف اللاهب الذي يجلد الخيام بسياط الحر، والشتاء الصاخب بالأمطار والسيول والمستنقعات، ومشكلات الاكتظاظ السكاني، والأمراض المتفشية، إضافة إلى المشكلات البيئية.
كما تم خلال اللقاء بالكثير من النازحين التعرف إلى مشكلات لا تقل خطورة، أبرزها: انتشار المخدرات، والدعارة، وزواج القاصرات، والضغوطات المالية، والإنفعالية، والنفسية التي وضعت النازحين في مشقة كبيرة، ضاعفها عدم وجود جهود كافية لمساعدتهم في العودة الى ديارهم، وإعادة الأمن والإستقرار الى شريحة واسعة من الأطفال الذين يعول عليهم في بناء مستقبل أفضل للبلاد.
هذا ودعا البرنامج في ختام الحلقة أبناء المجتمع، والمؤسسات الحكومية والخاصة إلى التكاتف لإنهاء معاناة النازحين، والتركيز على مشكلة الايتام الذين يتجاوز عدههم الآلاف لا سيما الذين يحول عدم وجود أوراق ثبوتية للكثير منهم على الضياع نتيجة عدم القدرة على الدراسة من جهة، وعدم إفساح المجال لجهات عدة بضمهم إلى كفالتها إلى أن يصبحوا قادرين في الإعتماد على أنفسهم، وحمايتهم من أن يكونوا فريسة لمختلف الأخطار المحيطة بهم من جهة أخرى، وأن يكون شهر الخير رمضان فرصة لحماية هؤلاء الأطفال.