دأبت الجمعية الأردنية للتصوير منذ سنوات على تنظيم رحلات دورية لشتى المعالم السياحية والتاريخية في المملكة، اضافة لرحلات شاملة للمدن تشمل مواقعها الطبيعية وأيقوناتها الأثرية وأسواقها وكل ما يعكس نمط الحياة الشعبية فيها، وذلك بهدف التوثيق الفوتوغرافي الجمالي، وقد باتت الجمعية تمتلك حاليا أرشيفاً ضخماً من الصور الفريدة في جمالياتها والتقنيات المستخدمة في التقاطها، وهي ترصد كل ما يبرز تميز الطبيعة الأردنية وفرادة ما تضم من مواقع ومعالم تعود لآلاف السنوات وتشهد على تطور الوجود البشري في بلادنا منذ حقب سحيقة.
مأدبا...فيسيفساء التاريخ
مبدعو الجمعية الأردنية للتصوير بقيادة رئيسها المهندس وائل حجازين حطت رحالهم هذه المرة في مدينة مادبا التاريخية، وهي الشهيرة بفن الفسيفساء الذي ترك الرومان منه نماذج بديعة يزين بعضها أرضيات الكنائس، ويحوي متحف مادبا للآثار الكثير منها بما يجذب مئات الآلاف من السواح سنوياً، فقد باتت المدينة تعرف باسم «مدينة الفسيفساء».
ويقول المهندس وائل حجازين في تصريح لـ»الدستور» إن الزيارة شملت مكاور وجبل نيبو ووسط المدينة بما يضمه من أسواق ومتاجر حرف تقليدية، إضافةً الى بيوت تراثية تميزت بها المدينة وعكست نمط العمران في الأردن خلال القرنين الماضيين».
وبالإضافة الى المواقع المذكورة زار الوفد الفوتوغرافي معالم تاريخية أخرى تضمها المجينة، ومنها اللقصر المحروق ومبنى السرايا العثمانية الذي جرى ترميمه قبل سنوات، وكنيسة قطع راس يوحنا المعمدان.
ونوه حجازين باستقبال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني للمصورين وترحيبه بمبادراتهم التي تشجع السياحة وتوثق للأمكنة والمواقع التاريخية والحضارية التي يؤمها السواح، وأشار الى أن الوفد ناقش مع الجعانيني أفق التعاون والنهوض بالواقع السياحي في المدينة.
ووعد حجازين بتنظيم زيارات أخرى قريبة للمدينة من أجل استكشافها وابرازها على الخريطة السياحية العالمية كونها اختيرت كـ»مدينة السياحة العالمية» لهذا العام، وذلك بهدف الخروج بحصيلة فوتوغرافية من اجل تنظيم معرض دولي مخصص لآثارها ومعالمها الحضارية والمعمارية.
كما شكر المهندس وائل حجازين الـ»الدستور» في نهاية تصريحه، وذلك لمتابعتها الدائمة نشاطات الجمعية ورحلاتها في ربوع المملكة.
رعاية وتشجيع
تتلخص أهداف الجمعية الأردنية للتصوير التي تأسست عام 1994 في رعاية الحركة التصويرية في الأردن، نشر ثقافة الصورة من خلال تشجيع الهواة المبتدئين وتنمية الاهتمام بالأبعاد الجمالية للصورة، الاتجاه بالتصوير بما يخدم البيئة والحفاظ عليها، التعاون مع المؤسسات الرسمية والخاصة وذلك بتقديم الاستشارات والمساعدة الفنية في مجال التصوير، الحث على الإنتاج الفني في مجال التصوير وعدّه جزءاً من الوثائق التاريخية والعلمية والفنية والتي تتمتع بالحقوق المحلية والدولية، تمثيل الأردن في المناسبات ذات العلاقة التي يتم تنظيمها في الداخل والخارج، توطيد أواصر الصداقة والتعاون بين الجمعية والمؤسسات المهتمة بالتصوير في الوطن العربي والمؤسسات في العالم، إدخال التصوير في المدارس، وذلك بالعمل على جعل مادة التصوير جزءاً مقرراً من حصص النشاط المدرسي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.