نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية...تماضر البرغوثي:ابوظبي
وضعت مؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية بصمة نوعية في عالم الفن من خلال إطلاقها دعامة جديدة لصرحها تحت عنوان: الحركة الفنية. جاءت هذه الخطوة بعدما رسخت المؤسسة أساسات صلبة في عالم الأدب من خلال ١٦٠ قصة لأدب الأطفال و٤٠ تطبيق تفاعلي على الآيباد وغيرها من المنشورات، لتقدم للمشهد الثقافي اليوم مزيجا إبداعيا يدمج الفن في الحياة اليومية للناس ويساعد على خلق جسور لفهم الفن وجعله سهل الوصول والتفاعل مع الجمهور.
تأتي انطلاقة الحركة الفنية للتفاعل مع الأطفال واليافعين الذين لا يقلون شأنا عن الكبار. إن تفاعل الأطفال مع الفن وتواجدهم حول الأعمال الملهمة وتعرفهم على الفنانين المؤثرين هو حاجة ملحة لهم. ومفهوم وجود فن في إطار يمكن الوصول إليه يساعد على سد المفاهيم الخاطئة ويعزز التفاهم والتسامح. هذه هي قيم دولة الإمارات العربية المتحدة، والمؤسسة تتماشى تماما مع تلك القيم. ونحن على وعي تام أن عالم اليوم يحتاج إلى مزيد من الحوار ويتطلب المشاركة المجتمعية. لذلك يساعد انتهاج الفن في سن مبكرة على تعزيز كل هذه القيم وجمع الحوارات المختلفة.
وقالت ميسون بربر المدير العام للمؤسسة: "انطلاقا من فهمنا للأطفال من خلال مجموعة الدراسات أو مقابلات المدارس التي أجريناها، قررنا أنه لكي يتسنى لنا أن نحدث أثرا كبيرا وخاصة للجيل الناشئ، ينبغي علينا تقديم حافز أكبر. لذلك جاء ضمن الحركة الفنية منهاج (لوحات عملاقة) ليحمل في طياته رسم أو تطبيق فني على أسطح غير تقليدية كالمباني مثلا. تكمن فكرة تقديم مساحة إبداعية عملاقة الحجم تتسع لأحلام وخيال جيل قليل الصبر، تحفزه التكنلوجيا، في أن تجذب انتباههم بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي والعناصر الحياتية المصطنعة. بل لإثارة اهتمامهم في الفن ".
تقدم المؤسسة عملها الأول ضمن هذه السلسلة من خلال تعاون مع الفنان الفرنسي البارز إل سيد لرسم قصيدة مهداة إلى أم الإمارات، تُرسم على جدار مبنى بلدية أبوظبي والذي يحتل مركز ثاني أقدم مبنى في أبوظبي. وتكمن أهمية هذا المشروع بأنه يجمع عمل تقديري لأم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك، مقدم من مؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية، مخطوط على جدار مبنى بلدية أبوظبي العريقة، من قبل فنان يستحدث تاريخ التخطيط العربي مع فن الجرافيتي المعاصر: إل سيد، ومعه عشرين طالبا وطالبة مفعمين بالحماس. تحمل تناغم هذه الطاقات الإبداعية رسالة من الوئام والانسجام والتبادل تضم الجميع معا.
وسيرافق الطلاب والطالبات الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 13 عاما إل سيد على مصاعد لأعلى الجدار للمشاركة في صنع هذه التحفة الفنية. تم اختيار الطلبة بعناية من مدارس مختلفة للانضمام إلى حدث سيذكره التاريخ، وسيجعلهم يشعرون بالانتماء لموجة فن جديد ترفرف المدينة.
"أشعر حقا بأن هذا التعاون هو مسؤولية مجتمعية بالنسبة لي، وفرصة للإلهام والتأثير الإيجابي، فهو يخلق إحساسا بالانتماء حيث يشعر الطلبة بأنهم جزء من عمل فني في الفضاء المفتوح يروج لروح التناغم المجتمعية، مما من شأنه أن يشعرهم بالفخر. هذا شعور يبعث على الدهشة بالنسبة لي، وحقيقة أن نضع الفن في متناول الجمهور بدلا من دعوة الجمهور للسعي وراء الفنون يمثل بحد ذاته فكرا تقدميا ". إل سيد.
وكان قرار اختيار جدار مبنى بلدية أبوظبي من أجل عرض قصيدة تقديرية بشكل بديهي، آخذين بعين الاعتبار تاريخ البلدية كركيزة أساسية لإمارة أبوظبي شهدت على تطورها. وأبدت البلدية حرصها وجاهزيتها للانضمام للمشروع فور طرحه، ورحبت بتقديم عنصر الفن، إلى جوار العنصر الأخضر الذي ساهمت البلدية في ازدهاره في العاصمة. نتقدم بجزيل الشكر إلى سعادة سيف بدر القبيسي مدير عام بلدية مدينة أبوظبي لثقته في منح واجهة المبنى لفرشاة الرسم الإبداعية للمؤسسة، ولتقديمه المعدات الميكانيكية اللازمة واحتياطات السلامة.
وفي إطار هذه الفعالية، تم تنظيم ورش عمل للتصوير الفوتوغرافي على مدار الأيام الثلاثة لتعليم الطلاب والطالبات المشاركين عناصر مهمة تتعلق بالفتحة وسرعة الغالق والضوء والتعرض والتقاط الحركة وأي تفاصيل فنية أخرى كثيرة. وسيقدم مصورون محترفون هذه الورش بإعارة الطلاب الكاميرات المتخصصة على أمل إلهام العين اليافعة لتقدير الفن والتقاط قصة تروى.
ويتم تنظيم نادي آخر تحت اسم نادي الصحافة لطلاب علم الاجتماع لتوثيق الحدث وإجراء الدراسات الاجتماعية مثل تقييم تأثير الفعالية على الجمهور وانطباعهم حول الفن. وتتمتع الفعالية التي تستمر لثلاثة أيام: السبت ٢٤ فبراير، السبت ٣ مارس، السبت ١٠ مارس بجو عائلي مع وسائل الترفيه وشاحنات الطعام والجدران الصغيرة لتجربة الألوان، في جو فني. تبدأ الفعالية في الأيام المذكورة الساعة ١١ صباحا حتى الساعة ٨ مساء بجوار بوابة رقم ١ للبلدية، والدعوة عامة.
تتضمن دعامة الحركة الفنية في المؤسسة مناهج أخرى بالإضافة إلى (لوحات عملاقة). وسيتم الإعلان عن (ورشات عمل) و(ما وراء الكواليس) قريبا.