من اعطاني هذه الصورة لجبل اللويبدة الشهير قال انها التقطت في اواخر الثلاثينات من القرن الماضي. لاحظ الشوارع الترابية في وسط العاصمة. منزل والدي المرحوم محمود حصا يظهر بصعوبة في اول يمين الصورة. كان مرتفعا عن الشارع و ذو واجهة طويلة فكان يظهر و كانه بيت كبير و سبب ذلك ان المنزل كان يتالف من شقتين متساويتين في المساحة و يربط بينهما فاصل يسمى منور مخفي. و كان المنزل مرتفعا عن الشارع وله درج طويل للوصول اليه و كانك صاعد الى احد معابد بودا.
في بعض الاحيان كنا نسكن في الجهة الشرقية و يوءجر و الدي الشقة الغربية الى كبار الموظفين الذين كانت الحكومة تستضيفهم للعمل في عمان من الاقطار المجاورة. اكثر واحد من المستاجرين الذين لصقوا في مخيلتي هو الامير فايز الشهابي من لبنان الذي عينه جلوب باشا مستشارا عدليا للجيش. كنت في الخامسة من عمري و كان الامير يستدعيني لحديقته كل طالع شهر و يطلب مني ان انظر الى الهلال الجديد و يطلب مني ان ابتسم ثم يضع في يدي شلنا و يقبل راسي.
كنت اسمع من كبار السن الذين يزورونا ان والدي كان من اواءل من خرج من حارة السيل و بنى بيتا في جبل اللًويبدةو كان اصحابه يحذرونه من الضباع و الواويات التي كانت تعيش في تلك المناطق لخلوها من الناس.
يعتبر جبل اللويبدة الان مركز الثقافة في عمان و جزء من التراث فقد سكنه اشهر العاءلات السياسية و التجارية و الثقافية امثال عاءلة البشارات و الدجاني و الحايك و حيدر شكري و ال العماري و العمارين و المدانات و رئيس الوزراء سمير الرفاعي و عبد القادر الجندي و كامل الدجاني و الاستاذ محمد على الكردي و جيرانهم ال القاسم و عاءلة ابو ريشة الشامية الاصل.
ثم تم بناء مدرسة تراسانتا المهمة و جوارها كلية الشريعة و بقربها سكن احمد طوقان رءيس الوزراء و بنفس الشارع سكن بديع يعيش الذي كان يقضي كل عطلة في نهاية الاسبوع في نابلس. كما سكن الجبل شفيق الحايك و بجواره سعيد اسحاقات مرافق سمو الامير عبد الله.
و من ميزات جبل اللويبدة انه في معظمه يواجه الجنوب و هذا افضل الواجهات للبناء في عمان من ناحية مناخية.
ما لا انساه هو منزل ابراهيم هاشم احد اهم روءساء الوزارات في الاردن الواقع في جبل عمان مباشرة امام منزلنا في الجبل المقابل و على بعد امتار منه منزل توفيق ابو الهدي رءيس الوزراء الداءم.
كان و الدي يمسك بيدي و نخرج الى الفرندة الواسعة امام المنزل و يقول لي انظر الى ذلك البيت الذي يصطف الناس امام مدخله في اول يوم العيد للسلام على رءيس الحكومة.
و بعد شهور او سنه يعيد نفس الحركة و يقول لي ماذا تلاحظ اقول له ان الناس يصطفون امام منزل الرءيس الحالي توفيق ابو الهدى. و ماذا ايضا يسالني والدي. اقول لا اعرف. فيشير بيده لبيت الرءيس السابق ابراهيم هاشم ويسالني، هل ترى اي من المهنءين الذين كانوا يتسابقون للسلام عليه في العيد الماضي او السنة الماضية، فاستغرب كيف يحصل ذلك.