نيروز الإخبارية : على عكس هدف شركة ماكدونالدز الخاصة بانسحابها من السوق الروسي، يتوقع متخصصون أن تستغل موسكو هذه الخطوة في تأكيد قوة الاقتصاد الروسي وكفاءة مواردها البشرية في تحقيق الاكتفاء الذاتي أمام العقوبات الغربية.
وبعد 32 عاما من العمل في روسيا، انتهى وجود عملاق البرغر الأميركي ماكدونالدز، الذي أعلن انسحابه بسبب الحرب الأوكرانية، ليحل مكانه "لذيذ وانتهى" وهو سلسلة المطاعم التي ستقدم خدماتها كبديل لماكدونالدز.
خطوة ناجحة
ويمكن أن تمثل السلسلة التي تم تجديدها تحت اسم "فكوسنو إي توتشكا"، أي "لذيذ وانتهى"، اختبارا لمدى نجاح الاقتصاد الروسي في أن يصبح أكثر اكتفاء ذاتياً وأن يتحمل العقوبات الغربية، وفق بعض التقديرات.
وفي هذا تقول الإعلامية المقيمة في موسكو، فرح القادري، إن افتتاح "فكوسنو إي توتشكا"، خطوة ناجحة لدعم الاقتصاد الروسي في مواجهة العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية.
ودخلت سلسلة مطاعم ماكدونالدز السوق الروسي عام 1990، ووصلت إلى تملك 850 مطعما، وفجأة انسحبت من روسيا في مارس احتجاجا على حرب أوكرانيا؛ فكان الرد الروسي شراء المطاعم وإعادة فتحها بمسمى جديد.
ووفق فرح القادري في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن الرئيس التنفيذي للسلسلة أعلن أنه لن يتم زيادة الأسعار حاليا، وسيتم فتح 200 فرع بحلول نهاية يونيو الحالي، مع خطة للتوسع إلى 1000 فرع في عموم البلاد.
وتصف الإعلامية هذه الخطوة بأنها ليست "تحايلا" كما يراها الغرب، بل "خطوة ناجحة لمواجهة سيل العقوبات التي لم تتعرض لها أي دولة سابقا".
وأبدت رؤية متفائلة لقدرة روسيا على تخطي هذه العقوبات بسبب القدرات الكبيرة التي تتمتع بها، وعلى رأسها موارد الطاقة، كما يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وكفاءة العناصر البشرية.
استثمار كبير
وأعلن المالك الجديد للسلسلة، ألكسندر جوفور، أنه سيتم استثمار 7 مليارات روبل (125.56 مليون دولار) هذا العام في الشركة التي توظف 51 ألف شخص.
وفي رسالة طمأنة أضاف: "طلبت مني الشركة، أولاً وقبل كل شيء، الاحتفاظ بعدد الموظفين، لتوفير فرص العمل. وهذا ما سأفعله".
كما لفت إلى أن الشركة تبحث عن موردين جدد للمشروبات الغازية بعد أن قالت شركة كوكاكولا إنها ستعلق أعمالها في روسيا.
الرد الشعبي
الباحث الروسي، زين العابدين شيبان، لفت إلى أن رد الفعل الشعبي على خروج من ماكدونالدز من السوق الروسي، تلخصه مقولة "لن نموت جوعا بدون ماكدونالدز"، بحسب وصفه.
ويعتبر شيبان أن "قرار ماكدونالدز بالانسحاب استجابة للعقوبات الغربية انعداما كاملا للضمير في دول الغرب القابعة تحت السيادة الأميركية، وبهذه العقوبات هم لا يواجهون البلد وسياسيي البلد بقدر ما يجابهون المواطن نفسه، فما علاقة المواطن الروسي مثلا بالعقوبات التي يزعمونها أنها رد على القرارات السياسية".
وأضاف شيبان في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": هناك جانب إيجابي للانسحاب لأنه يشكل فرصة كبيرة لكل من لديه فكرة عن محلات طعام لأن يفتح في روسيا ويقدم أفكاره الجديدة، وهذا بدأ فعليا بل وشجع عليه الرئيس بوتن".